بين الأمس و اليوم ..

بين الأمس و اليوم .. / أحمد المثاني

في تيار الوعي و التأمل ، يداهمنا شعور أو خواطر ، للمقارنة بين أمسنا الذي عشناه .. و يومنا الذي نعيش .. و لربما أخذتنا الأفكار إلى تصوّر ما يكون عليه الحال في غدنا و مستقبلنا .. فها نحن و بمشاعر داخليّة ، يأخذنا الحنين إلى الأيام الخوالي… في أسلوب عيشنا .. و جوانب حياتنا ..طفولتنا و شبابنا ..نستذكر بأحلام اليقظة و الأمنيات تلك الأيام .. و نقارن بين ما كان من براءة و عفويّة و بساطة في تلك الأيام… في طعامنا و شرابنا .. و مسكننا و مدائننا .. شوارعنا و حاراتنا ..حيث كانت في زمن جميل .. او لعلنا نحن نراه بعين الذكرى .. جميلا .. نعم ، لم ننعم بالوفرة من طعام و شراب كما ابناؤنا اليوم و لكننا كنا ننعم برغيف الخبز .. و قليل من الإدام .. و لعله مما تيسّر من لبن أو زيت برفقة الزعتر .. و الوجبات تعدها الأمهات .. قوامها البرغل و العدس و الفريكةو الارز ..و قليل من اللحم ! و كنا نأكل و نشكر .. و كذلك تطبخ لنا الأمهات من الخضر ما تيسر .. فتجتمع العائلة على الوجبات و نأكل من صحن واحد أو صحنين .. و بالقناعة نحمد الله اليوم ، تجد الأبناء يقبلون على طعام المطاعم… مما أمدتنا به بحبوحة العيش .. لنجد الأصناف الكثيرة التي لم نعهدها من قبل .. تسوّقها إعلانات و تغري بها أنماط غربية .. فتجد المسميات .. همبرجر و بروستد و فاهيتي .. طعام اسباني و آخر صيني… و شاورما .. الخ و معذرة عن جهلي بالكثير من المسميات .. حتى أنني أجد أن طعامنا قد ” تعولم ” هو الآخر ..! و عزف اولادنا عن طبخ الامهات و صار لكل واحد منهم وجبته الخاصة… تحتويها أسفاط يأكل منها كل واحد بمفرده .. و قد اتخذ ركنا و وضع راسه بالسفط .. كما القطط !!! و لو طبخت الأم الفاصوليا او الملوخية أو المجدّرة أو الرشوف او المقلوبة .. تجد أن من بين الأبناء من لا يرغب بهذة الأكلة أو تلك… أمّا الآباء من أمثالنا… و ممن تقدمت بهم السنون ، فهم الذين يأكلون الخبيزة و العكوب و الرشتاية و غيرها من الأكلات المفيدة التي تطهى في البيت .. و ليست من هذا الذي يسمونه ،، تيك اوي .. الآباء هم من يأكل الطعام البائت ، حفظا للنعمة .. و هم الذين يأكلون كِسَسر الخبز .. و هم الذين يقتنعون بصنف واحد و لا يطمعون بمزيد… .و يتركون للأبناء حرية الاختيار .. و التلذذ بانواع الطعام و الشراب و الحلويات قد لا يكون هذا عزوفا عن التمتع بما أنعم الله ، و قد ارتقى و ارتفع مستوى المعيشة و ازدادت الدخول .. و لكنه دعوة للعودة إلى بساطة نفتقدها .. و طعام صحيّ مفيد أصبح أبناؤنا يعزفون عنه .. تحت وقع اغراءات الشهرة و الدعاية لطعام… غير صحيّ ، لكنه يداعب الشهية بالمطيبات و البهارات… و أترك لاختصايي التغذية و لكم أن يبينوا أي الطعامين أكثر فائدة ; طعام الأمس أم أطعمة اليوم .. و صحتين و عافية احمد المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى