العالم الكبير علي مصطفى مشرفة، “أينشتاين العرب” / محمود الحموري

العالم الكبير علي مصطفى مشرفة، “أينشتاين العرب”
بتصرف؛ منقول من عدد من المصادر العلمية الموثقة،

الفكرة والخلاصة:-
في امتنا نماذج حية من علمائها ومفكريها قادرين على امتلاك ناصية العلم والقيادة التوجيه، والمثال الحي على تميز ابنائها العالم الكبير “علي مصطفى مشرفة” المعروف بأنشتاين العرب ومثله كثر من امثال حسن كامل الصباح اللبناني المولد والنشاءة، وهو المعروف بأديسون الشرق. كما ان هنالك الكثير من النابغين الحاصلين على جائزة نوبل مثل الدكتور احمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء في علم الفيمتوسكند والذي استطاع ان يصور الروابط الكيميائية لحظة تكونها في اجزاء من بليون من الثانية … كما ان منها سيد درويش وطه حسين ومجدي يعقوب ومصطفى العقاد كما ان منها هارون الرشيد والمعتصم وصلاح الدين وساداتنا الكرام من امثال سيدنا عمر وسيدنا علي كرم الله وجهيهما … وفوق كل هذا سيدنا محمد بن عبدالله سيد الخلق اجمعين وصاحب الوسيلة والشفاعة. وهذه الامة قادرة على النهوض وقيادة نفسها وتوجيه البشرية من جديد.
وشخصية اليوم هو العالم الكبير علي مصطفى مشرفة، الذي كنت قد حضرت العديد من محاضرات السنة الاولى في احد مدرجات جامعة القاهرة ابان دراستي الجامية الاولى ولم اكن اعرف قدر هذا العالم الجليل في ذلك الوقت، وفي هذا المقام لعلي ادون ملخص من جهده وسيرته بخلاصات وسطور …

لما سمع أينشتاين بخبر موت مشرفة لم يصدق، ثم قال: –
“كلا.. كلا،
لا تقولوا: إنَّ مشرَّفة مات .. إنها خسارة جسيمة”!! ووصفه بواحد من أعظم علماء الفيزياء، وقد نعتته الإذاعات في أميركا، بوصفه على أنه “واحد من سبعة علماء في العالم يعرفون أسرار الذرة”

إنه العالم العربي المصري علي مصطفى عطية أحمد مشرفة .. من روّاد علوم الرياضيات والفيزياء..

مقالات ذات صلة

ولد العالم علي مصطفى مشرفة في 15 كانون الثاني من العام 1898 م، وفي فبراير سنة 1923م حصل مشرفة على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم (ph. D.) تخرج من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين الجامعة، وأصبح عضوًا في الجمعية الملكية البريطانية، وأخذ يحاضر العلماء من أعضاء الجمعية ولم يتجاوز بعدُ الخامسة والعشرين من عمره.

وقد تمتعت وتتوجت كلية العلوم/ جامعة القاهرة/ في عصره بشهرة عالمية واسعة, حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته، فوفَّر كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم، ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات الخارجية، وسمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية، وكان من أهم أعماله أيضًا أنه أنشأ قسمًا للترجمة العلمية بالكلية؛ لأن الدراسة كانت باللغة الإنجليزية، وكان يهدف من وراء ذلك إلى ترجمة المراجع العلمية إلى اللغة العربية، حتى يمكن تمصير الكلية والمعاهد العليا بوجه عام، وحتى تكون اللغة العربية هي لغة التعليم بدلاً من الإنجليزية. كما حوّل مشرفة الدراسة في قسم الرياضيات التطبيقية الذي يرأسه والرياضيات البحتة باللغة العربية.

مصطفى مشرفة .. سمْتُه وثقافته
أبرز ما كان يميز مشرفة ما كان من تمسكه بدينه منذ صغره، وبعد سفره، وقد تجسَّد ذلك في حفظه القرآن الكريم والصحيحين، واستشهاده بذلك في سائر كلامه، كما عُرِف عنه مواظبته على أداء فروض الدين، وكان يحتفظ في جيبه بمصحف صغير على الدوام، وكان يؤتي الزكاة مضاعفةً ما استطاع، وفي الخفاء، ولما مات جاءت مجموعة من الطلبة الصوماليين يواسون أسرته، وهم يبكون على مشرَّفة وعلى مستقبلهم الذي ظنوه سيضيع بوفاة عائلهم الذي تكفَّل بنفقات تعليمهم من دون أن يعلم أحدٌ عن ذلك شيئًا، ولم يكن هذا التدين غريبًا عن مشرفة وهو العالم الذي تعمق في العلوم، ووقف على أسرار الكون.
ولقد ترجم العالم المميز الدكتور مشرفة بكتابة افكاره وتطبيقها في واقع عملي، فكان من السبّاقين إلى نشر الثقافة العلمية المبسطة عن طريق الإذاعة، ولم يسلك مشرفة في عمله هذا مسلكًا فرديًّا بغيةَ مجدٍ شخصي، وإنما استطاع أن ينظم سلسة من الأحاديث الدورية أطلق عليها اسم: “أحاديث كلية العلوم” يلقيها على الناس في الراديو أساتذة كلية العلوم، وكان مشرَّفة يعتقد أن قيام كلية العلوم بهذا العمل إنما هو جزء من رسالتها في إتاحة الفرصة أمام الجمهور المثقَّف للوقوف على أحدث الآراء العلمية، والإلمام بما كشف عنه الباحثون من خفايا الكون وأسرار الطبيعة، وكان يعتقد كذلك أن في هذه الأحاديث فرصة عظيمة لطائفة العلماء ليتحدثوا عن دراساتهم، ويعبروا عن وجهات نظرهم، ويتبسَّطوا في هذه الأحاديث بلغة سهلة، خالية على قدر ما يتيسر من المصطلحات الغربية، والرموز المريبة.

غير أن الهدف الأسمى الذي سعى مشرفة إليه من وراء هذه الأحاديث لم يكن إلا إشاعة العقلية العلمية في رُوح الشعب؛ حتى تصبح هذه العقلية عادة في تفكيرنا القومي، فإذا ما عنَّت للناس مشكلة من المشكلات استطاعوا التغلب عليها بالأسلوب العلمي، غير متأثرين بهوى نفسٍ أو غرض في التفكير.

آثار مصطفى مشرفة ومؤلفاته
لعلي مصطفى مشرفة أبحاثٌ متعددة في نظرية الكم، وتفسير كثير من الظواهر الفيزيائية، وكذلك في المادة والإشعاع، وكان من أول القائلين بأنه يمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد، تتحول إحداهما للأخرى، وقد اقترن اسمه بهذه النظرية. كما أن له نظرية في مجال الذرة سهلت فيما بعدُ اقتحام مجال العلوم الذرية، والدخول وسبر اغوارها.

من الجدير بالذكر القول أن أبحاث الدكتور مشرفة قد بدأت تأخذ مكانها في الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين عامًا؛ ففي الجامعة الملكية بلندن King’s College نُشِرَ له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال من أجلها درجتي ( Ph.D دكتوراه الفلسفة وD.sc. دكتوراة العلوم)، كما أنَّ له 26 بحثًا مبتكرًا في الطبيعة.

وقد كان من مؤلَّفاته العديدة التي خلَّفها ما يلي:
1- كتاب الميكانيكا العلمية والنظرية، وقد ظهر هذا الكتاب سنة 1937م.
2- كتاب الهندسة الوصفية، وقد ظهر سنة 1937م.
4- كتاب الهندسة المستوية والفراغية، وظهر سنة 1944م.
5- كتاب حساب المثلثات المستوية، وظهر سنة 1944م.
6- كتاب الذرة والقنابل الذرية، وظهر سنة 1945م.
7- كتاب العلم والحياة، وظهر سنة 1946م.
8- كتاب الهندسة وحساب المثلثات، وظهر سنة 1947م.

وفاته
وبعد أن أضائت حياة العالم الكبير علي مشرفة الانسانية جنبات الحياة العلمية وأثراها في عصره، تُوُفي الدكتور علي مصطفى مشرفة سنة 1950م وهو شاب في قمة العطاء عن عمر 52 عاما ولا يستبعد ان تكون وفاته غامضة يكتنفها تهمة جنائية …
وهذه الامة ولادة وستنجب من يقودها يوما للتميز برغم ما تعيشه في ايامنا من محن يندى لها الجبين !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى