من سيعيد الاخر للعصر الحجري؟

من سيعيد الاخر للعصر الحجري؟
رشيد عبّاس

انا من الذين تقف شعور رؤوسهم عندما اسمع بـــ(العصر الحجري), وكنت عندما اقرأ كتابا عن العصور الثلاث المعروفة التي مرّت بها البشرية كنت اقفز عن هذا العصر بالذات, وقد يسأل سائل لماذا هذا الخوف الفطري من هذا العصر(العصر الحجري), كنت اُبرر ذلك لمجموعة من الاشياء منها ان الانسان في هذا العصر كان مجرد من منظومة القيم,..لا يميز بين الحلال والحرام, وكان يتنقل ليل نهار عاريا بجسده المرعب, وكان لا يأكل من صيد النساء, وكانت جميع ادواته المصنوعة من الحجارة فقط تقطر دما, وكان يقلد صوت الرعد في طقوسه الحياتية, واكثر من كل ذلك كان الانسان في هذا العصر يلقي بالرماح التي صنعها من الحجارة على فرائسه ليلا لحظة لمعان البرق الخاطف.
على ما يبدو ان هناك تلاسن حاد عبر الاثير بين الجنوب اللبناني والاسرائيليين حول من سيعيد الاخر الى العصر الحجري؟ فقد سمعنا سابقا من الاسرائيليين انهم سيعيدون جنوب لبنان الى العصر الحجري, ونسمع اليوم من جنوب لبنان انهم سيعيدون الكيان الاسرائيلي الى العصر الحجري, وهنا يعلم الجميع ان اقل معاني العصر الحجري هو ان جميع جوانب الحياة تعتمد فقط على (الحجر), وان كل شيء في هذا العصر عاري ومجرد من منظومة القيم, والسؤال هنا هل سلاح الجو الاسرائيلي قادرا على تعرية جنوب لبنان من منظومة قيمه؟ وهل صواريخ جنوب لبنان قادرة على تعرية الكيان الصهيوني من منظومة قيمه؟ الجواب بكل بساطة قد نجده في الآية الكريمة (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين), وكلمة ضيف هنا قد تأتي للمفرد والجمع, فقد اتى سيدنا ابراهيم عليه السلام ثلاثة ضيوف وليس ضيفا واحدا, وقصة هؤلاء معروفة لدى الجميع, وفيها ما فيها من الدروس والعبر.
يقال والله اعلم ان فصيلة الكلاب لحقت بأواخر(العصر الحجري), وعاشت جنبا الى جنب مع الانسان في هذا العصر, عصر ما قبل التاريخ,…وانا كلما سمعت بكلاب العصر الحجري كنت ارتجف خوفا لأنها مجردة من منظومة القيم, وبالذات الكلاب الضالة والعقور منها,…مع ان التاريخ حدثنا عن قصص ثلاثة كلاب مسالمة بطبعها ووفية لاصحابها, فمثلا كلب «اصحاب الكهف» كان وفيّا في حراسة أصحاب الكهف حين بسط ذراعيه بالوصيد, وقد جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة الكهف, كذلك الكلبة «براقش» التي دلّت بنباحها الاعداء دون قصد على قومها واهلها ليلقوا معها حتفهم وذهب بعد ذلك بين الناس مثلا(جنت علي نفسها براقش), ثم الكلبة «لايكا» كأول كائن حي يعبر الفضاء علي متن المركبة الفضائية السوفياتية سبوتنيك, حيث عادت متوفية نتيجة لخطأ فني في المركبة.
بقي ان نقول: اعتقد جازما ان من سيعيد الاخر للعصر الحجري, اهو الجنوب اللبناني ام الاسرائيليين, يمكن التوصل اليه من خلال قصة حديث ضيف ابراهيم, او من خلال قصص الكلاب الثلاثة المشهورة في التاريخ البشري,…لكن المطلوب العمق والتعمق في التحليل والربط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى