الديموقر اطية هي الحل / يوسف غيشان

الديموقر اطية هي الحل
ما هذا المنزلق الخطير الذي نوصل انفسنا اليه بأنفسنا؟ هل وصلنا الى مرحلة ان الحكومات اعقل من الشعب (يا حيف)!! هل فشلنا تماما في ترويض الدكتاتور في دواخلنا فتحولنا جميعا الى شعب ديكتاتوري ، مستعد كل واحد منا لقتل اخيه اذا اختلف معه حول اي شئ.
بدون تنظير، لم اكن من قبل مؤمنا بعملية فرض ، الا بعد ان رايت النجاح الجيد في عملية فرض عدم اطلاق النار في الأفراح، وكيف التزم الناس تحت طائلة القانون ، لذلك فإني ادعو الحكومات، التي كانت تفرض الأحكام العرفية، الى فرض الأحكام الديمقراطية.
الديمقراطية تضيء الطريق أمام المسؤول ولا تجعله يتخبط في الظلام مثل سائق مسرع بلا انوار ولا اضاءة، فهو لا شك سيدعس المارة ويتجاوز الاشارات ويصطدم بالأعمدة وابواب الدكاكين ويرتطم بدورية الشرطة.. يدعس على دواسة البنزين وهو يعتقد انها البريك.. يدير الستيرنغ الى اليمين وهو يقصد ادته الى الشمال.. وهكذا.
الديمقراطية تضع كل واحد في مكانه الصحيح والمناسب بدل ان يتحول الوطن مثل عمارة قيد الانشاء متعهدها هو الحكومة، لكنه يملك السلطة المطلقة ويشتغل على المحسوبية والواسطة، فقام بتعيين الطوبرجي مهندسا للمشروع، والكهربائي اناط به اعمال الطوبار والمواسرجي للطراشة والطريش لأعمال الألمنيوم والنجار سلمه قسم الرواتب والشؤون العمالية، وهكذا..
الديمقراطية والصحافة الحرة هي الضمانة الاكيدة للتطور في الاتجاه الصحيح.. اذ بدونها تكبر الخفافيش والمتذبذبين والوصوليين الذين يثرون على حساب الوطن ويوجهون الحكومات في اتجاهات خاطئة تؤدي الى الكوارث.
بدون الديمقراطية يكثر كتاب التدخل السريع الذين يبررون للحكومة جميع اخطائها ويجعلونها تصدق بأنها تفعل الصحيح، اذا رغبت الحكومة – او من يقوم مقامها- فإن عليها فورا فرض الاحكام الديمقراطية وتجميد قانون الاجتماعات العامة وما شابهه من قوانين مقيدة للحريات الديمقراطية وحقوق الانسان، وعليهاالانسحاب من الشراكة في ملكية الصحف اليومية عن طريق المؤسسات التي تمون عليها، او على الاقل عليها عدم التدخل في اتجاهاتها وتعييناتها للمحاسيب وابناء الداية مما يخلق طبقة من المنافقين التي تحجب ضو النهار عن اعين الحكومات.
بصراحة.. الديمقراطية هي الحل اولا واخيرا.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى