.اتحاد المصفقين العرب

[review]ما أكثر اتحاداتنا وما أصعب وحدتنا..عدّوا على أصابعكم أيها الموحِّدون غير الموحَّدين.. اتحاد الكتاب العرب ، اتحاد المسرحيين العرب ، اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، اتحاد الناشرين العرب ،اتحاد أطباء الأسنان العرب ، اتحاد أطباء العيون العرب ، اتحاد أطباء "الخشوم" العرب ، إتحاد "الطوبرجية " العرب.. إتحاد " المشكّكين" العرب، إتحاد "المنافقين " العرب ، واتحاد " المتأمركين" العرب…
اتحادات كثيرة مثل "الرز" ، تنتشر من المحيط إلى الخليج ،و من الهزيمة إلى الهزيمة ،ومن التشرذم الى التشرذم ، متخذة مقرات دائمة لها في جميع العواصم العربية ، وأمناء عامّين ، ورؤساء ، وأعضاء أداريين ، وأعضاء عامّين…

لكل شيء أسسنا له (اتحاد عرب) ..إلا التصفيق.. ولا أدري سبب تأخر إنشاء اتحاد المصفّقين العرب إلى الآن، مع أن التصفيق أكثر المهن شيوعاً، وأكثرها تواجداً في الفعاليات الثقافية والسياسية..أعطوني خطاباً سياسياً واحداً ، يحضره حشد غفير من الحضور ..ولا يتم فيه التصفيق كلما ذكرت كلمة: وطن، شعب، حرية، ديمقراطية، وحدة عربية… أعطوني خطاباً سياسياً واحداً من المحيط الى الخليج ، لم يتخلّله رقصات شعبية عفوية (مرتّبة مسبقاً)، وقصائد شعرية ، ولم تختتم بحلقات الدبكة ،وبالأهازيج الوطنية ، ولم تقدّم بها لوحات يشكّلها طلاب المدارس النموذجية …
إذا وكما تلاحظون،لا يوجد خطاب من غير تصفيق أو تصفير ، ونتيجةً لذلك ، ولكثرة المصفّقين الراغبين بالانتساب ، تبرز أهمية مأسسة التصفيق ليصبح منهجياً مؤسسياً له مبادئه وحضوره على الساحة العربية ومتجلياً بضرورة الإسراع بإنشاء " اتحاد المصفقين العرب" في أقرب وقت ممكن .. فخطابات أمتنا تمرّ بمرحلة حرجة ولا بد من رص " الكفوف".

كما يجب التنويه بأن هذا الاتحاد ستحكمه الأسس والقوانين المتعارف عليها في باقي الاتحادات، من حيث انتخاب أمينه العام ، ومساعده وأعضاء الهيئة الإدارية ..أما من حيث شروط انتساب الهيئة العامة : فيجب أن يكون للمنتسب خبرة سابقة في التصفيق وممارس للمهنة بما لا يقل عن سنتين ، أو أن يكون أحد"المصفّقين القدامى ".

بقي أن أذكر بأن التصفيق أصلاً "اختراع عربي" وهو عادة عربية بامتياز، والدليل على ذلك أن الحج في الجاهلية كان " تصفيقاً وتصفيراً"…. وقبل أن أنسى ،وأختتم المقال لا بدّ لي من استعراض أنواع التصفيق ولو بعجالة : فهناك تصفيق يتم مع تباعد وانفراج أصابع الكفّين ، تماماً شبيه بتصفيق "غوّار الطوشة" في نهاية كل وصلة غنائية من وصلات "صحّ النوم " ويدعى هذا التصفيق بالتصفيق "الحامي" ، وهناك تصفيق يعتمد على تثبيت اليد اليسرى بشكل مائل مع قيام اليد اليمنى بالفعل الرئيسي للتصفيق، ويدعى هذا التصفيق بالتصفيق "البارد" ويستخدم هذا النوع من التصفيق عند الفتور وعدم الحماس للفكرة …وهناك النوع الأخير من التصفيق ويدعي "تصفيق حامي بارد".. وهي عبارة عن "صفق" المسؤول الأمني بيديه على وجوه غير المصفّقين.. لا لشيء ولكن رغبة منه، بتشارك الجميع في الفرحة الوطنية…

مقالات ذات صلة

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

*من ارشيف الكاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى