محتجو لبنان يحشدون لـ”أحد الوحدة”

سواليف _ دخلت الانتفاضة في لبنان أسبوعها الثالث، وعلى الرغم من تراجع زخمها في انتظار نتائج مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنّ الدعوات لا تزال قائمة لعدم الخروج من الشارع حتى تحقيق كلّ المطالب. وتداعى اللبنانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أجل التظاهر غداً الأحد، تحت عنوان “أحد الوحدة”، في إشارة إلى أنّ الثورة التي شهدتها مناطق عدّة هي واحدة.

إلى ذلك، ينظّم مناصرو “التيار الوطني الحر” ورئيسه صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، وزير الخارجية جبران باسيل، عند الحادية عشرة والنصف من صباح غد الأحد، تجمعاً على طريق القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، “دعماً لخطة الرئيس الإصلاحية” التي أطلقها في خطابه الخميس الماضي، في الذكرى الثالثة لانتخابه.

وغرقت شوارع لبنان، اليوم السبت، بمياه الأمطار، وهي كارثة تتكرّر كلّ عام، وتداول ناشطون عبر “تويتر” صوراً تظهر حال الطرقات، معتبرين أنّ ما يحصل سبب كافٍ لاندلاع ثورة، لأنّ الدولة اللبنانية لا تقوم بواجباتها تجاه المواطنين، ساخرين ممن أبدوا انزعاجهم من إغلاق المتظاهرين للطرقات، والتي يعمد الجيش والقوى الأمنية إلى فتحها.

إلى ذلك، عمّ الهدوء مدينة صيدا جنوبي لبنان، التي شهدت، مساء أمس الجمعة، محاولات متكررة لإقفال تقاطع إيليا، وإعادة تثبيت خيم المعتصمين في وسط الساحة.

وأشارت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية، إلى أنّه بعيد منتصف ليل أمس الجمعة، غادر المحتجون الساحة فيما بات بعضهم الآخر في خيمه في حديقة الناتوت الوسطية عند التقاطع.

وطنية – افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام ايمان سلامه ان الهدوء يعم مدينة صيدا والطرق سالكة بكافة الاتجاهات لاسيما تقاطع ايليا الذي شهد محاولات متكررة لاقفاله وإعادة تثبيت الخيم في وسط الساحة.

أمنياً، أفادت الوكالة عن تطويق القوى الأمنية مبنى مصرف MEAB في صور جنوبي لبنان عند دوار جنبلاط، بعد العثور على ورقة تشير إلى تهديد بتفجير المصرف. وأوقفت قوة من شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي المدعو ط.م، الذي اعترف بوقوفه وراء رسالة التهديد.

وفتحت المصارف اللبنانية، أمس الجمعة، أبوابها أمام الزبائن للمرّة الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات.

وفي السياق، أخلت القوى الأمنية، الجمعة، سبيل موقوفين من ثكنة الحلو في بيروت، كانوا أوقفوا صباحاً بعد دخولهم جمعية المصارف في منطقة الجميزة. وأظهر البث المباشر، وفيديوهات تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرّض أحد الشبان للضرب من قبل القوى الأمنية خلال قيام الأخيرة بتوقيف المحتجين الذين اقتحموا مبنى الجمعية.

من جهتها، قالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إنّ الشاب “قام باعتراض عمل الدورية أثناء قيامها باقتياد الأشخاص الذين اقتحموا مبنى الجمعية، والتفوه بعبارات نابية بحق العناصر، وعلى الرغم من قيامهم بردعه بطريقة سلمية، أقدم على لكم أحدهم على وجهه وإيذائه (نال تعطيل يومين عن العمل) مما أدى إلى ردة فعل غير مبررة من قبل عدد من العناصر الذين قاموا بضربه واستعمال القوة المفرطة تجاهه في مخالفة صريحة لتعليمات قوى الأمن الداخلي”. وأكدت أنّ هذا التصرف “موضوع تحقيق إضافي مسلكي وستتم المحاسبة وفقاً للأصول”.

ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، يملأ مئات الآلاف من المواطنين الساحات العامة في العاصمة بيروت ومختلف المناطق، في أكبر احتجاجات يشهدها لبنان منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك بعدما وصل الوضعان الاقتصادي والاجتماعي إلى حالة لم تشهدها البلاد سابقاً.

والثلاثاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تقدمه باستقالته، إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. وقال في كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها، من بيت الوسط، إلى الشعب اللبناني، إنّ استقالته تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.

وقال الرئيس اللبناني بدوره، الخميس، في ثاني كلمة له منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية في لبنان، والأولى بعد قبوله استقالة الحريري، إنّ الانتقال من النظام الطائفي إلى الدولة المدنية هو طريق الخلاص للبنان من موروثات الطائفية ومشاكلها، لافتاً إلى أن البلاد على أعتاب حكومة جديدة وأنه “يجب أن يتم اختيار الوزراء والوزيرات وفق الكفاءة والخبرة وليس وفق الولاءات السياسية”.

العربي الجديد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى