بلغ السيل الزبى / د.محمود الشوابكة

بلغ السيل الزبى

زمرة من المتفلتين، يسوقهم أجير جديد، يصور مشاهده الصادمة على أرضنا الطاهرة، دون حسيب أو رقيب، فذاك والله مالم نتوقعه وما لم يكن يخطر على بال أحد….
ألهذا الحد بلغ الأمر بنا، ونحن نرى؛ رأي العين هذه المشاهد الفظيعة، المتدحرجة؛ ككرة الثلج، من ” قلق” مرورا ب” حفلة طريق السلط” ، وحفلات عبدة الشيطان، إلى أن صحونا هذا اليوم على عمل صادم وضيع، اخترق في فسقه و تفلته كل الأُطر، وحطم في فظاعته كل السقوف؟!. الأمر الذي يضع الجميع أمام استحقاق إن لم نواجهه بحزم، وبشكل ممنهج، فإننا سندفع الثمن الباهظ في أبنائنا الذي تكالبت عليهم، وعلى بلدانهم، وانتظمت،حملات التحطيم والتدمير؛ فها هي قوائم المُخدرين تزداد على نحو مذهل، وها نحن نشاهد حجم التحول في منظومتنا القيمية، وعلى كافة المستويات، ويبدو أننا وإذ نجحنا في التخلص من داعش؛ كفكرة متطرفة؛ غلواً وتشدداً، فإننا قد وقعنا في براثن داعش المتطرفة فسقاً وتفلتاً؛ ذلك أن التطرف بالمعنى الصحيح ليس هو، فقط، الخروج عن القيم السليمة تشدداً، بل إنه يشمل، علاوة عن ذلك، الخروج عن تلك القيم تفسيخاً وتمييعا.
إن مالا تخطئه العين هو أننا أمام مخطط تقوده القوى الإمبريالية الغربية، يستهدف تدمير جيل بأكمله؛ يُنفذ تحت عناوين براقة كذابة؛ كالتمدن والحداثة !!! بالتوازي مع مخططاتهم السياسية التي شرعوا في تنفيذها، لإخضاع هذه المنطقة لهم بشكل كلي مطلق، ليهنأوا بثرواتها، ولتهنأ ربيبتهم القذرة القابعة خلف النهر بالسكينة والسلام؛ فهم يدركون، تماماً، أن نعيمهم، ونعيم ربيبتهم؛ تلك، يكمن في تدمير النشء، وفصله عن قيمه الأصيلة، وإغراقه في وحل الرذيلة، وإشغاله في الهويات الفرعية النتنة.
مؤكدين على أن مخططاتهم القذرة؛ تلك، ماكان لها أن تنجح لولا زمرة من العملاء المتآمرين معهم وعلى جميع المستويات: السياسية، والإقتصادية، والإعلامية، والمالية، والفنية، الذين هم أدوات بيد سادتهم يبثون السم في جسد الأمة، لتكتمل عليها حلقات الخراب والدمار وعلى كافة المستويات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى