يا “إخوان” مصر إياكم وتكرار مصيبة تجربة إخوانكم في سورية / م . ليث شبيلات

يا “إخوان” مصر
لقد صدمنا أيما صدمة عندما بلغنا أن هنالك خط في إخوان مصر يدفع باتجاه تغيير منحى المقاومة السلمية وتبني العنف والتسلح لاسقاط الانقلاب وكأننا نرفض أن نتعلم مما جرى سابقاً ومما يجري حالياً في سورية . فلنأخذ ملف سورية مثلاً وقد آن أوان المحاسبة وكلنا نخضع للمحاسبة وكنت ممن بذل منذ البداية رأياً مخالفاً خضع للتشكيك ولاتهامات ساذجة بالتخوين والعمالة والتشيع والتشبيح مع أن المضحك أن موقفنا في مصر بعد الإنقلاب يحظى باتهام “إخونجي” فلا حول ولا قوة إلا بالله يعني : -إخونجي في مصر شبيح في سورية -(راجع موقعي www.shubeilat.com )
اليوم أدرك الجميع تقريبا أن السلوك السياسي للمعارضة المشرذمة قد أفضى إلى الخزي الذي نحن فيه : تدويل للقضية بالكامل ليس للسوريين فيه أي قول إلا صوريا فالنظام جسم إرادته خاضعة للموقف الروسي والإيراني والمعارضة المشرذمة التي لم تستطع خلال السنوات الخمس أن تنشيء جهة سياسية موحدة وبقيت مئات الفصائل جميعها صور إرادتها بيد الخليجيين والأتراك وفوق ذلك كله للفرنسيين والأمريكان والبريطان. أين ذهب الشهداء والمهجرون والمغتصبون و و و؟ من الذي سبب لهم كل هذا البلاء.؟ لانختلف أن النظام هو السبب الأول والأكبر في ذلك ولكننا نختلف اختلافا جذريا حول أمر آخر سبب لنا كل نقد أطفال السياسة الذين هاجوا وماجوا وظنوا أن النصر الحتمي لن يتعدى رمضان عام 2011. خلافنا مع المعارضة بدأ منذ ظهرت تلك السذاجة . ما هو الخلاف ؟ خلافنا ببساطة أن كل من كان لا يعلم بأن النظام مستعد للذهاب إلى أقصى درجات التدمير فهو …. ( أرجو المعذرة على اللفظ) ولم يحسن قراءة ما جرى من بطش إجرامي في حماة و تدمر وغيرها قبل ثلاثين سنة فيستنبط أدوات مواجهة تهزم النظام دون السماح له بإعادة آلة التدمير بأعلى درجاتها . وكل من ظن قبل خمس سنوات أن الحسم سيكون خلال أسابيع فهو ….( معذرة) أكبر (هكذا كان يؤكدون). وهذه اليوم رسالة إلى شباب الإخوان في مصر الذين يضغطون باتجاه العسكرة فنقول لهم إن النظام الانقلابي للمجرم السيسي وعسكره يتهاوى ساقطا لا محالة وإن أية عسكرة ستكون إنقاذا له وستعطيه حبل النجاة كما فعلت العسكرة بالنظام السوري الذي ما استبشر إلا عندما اطمأن إلى أن الثوار بدؤا باستعمال السلاح. قد جاؤا بأقدامهم لوحدهم إلى حيث أرادهم هو ليبارزوه في اختصاصه : العنف !. العسكرة ستطيل من عمرنظام العسكر في مصر بل وستعطيه شريان حياة و تحي شرعية فقدها حتى عالمياً. يكفينا ما جرى ويجري في سورية إذ دمرت الدولة ولم يسقط النظام ولن يسقط لأن سذاجة القرار السياسي لم تحسن اختيار الطريق. وإياكم في مصر تكرار الغلطة التي ستشرد الملايين وتهدم العمران وتدمر الدولة وتنقذ نظاما لا يهمه إن بقي يحكم نصف البلاد. هذه الأنظمة عندما تختلف مع شعوبها ليس لإزالتها إلا طريق واحد : طريق أصحاب الأخدود : زعماء يضحون ويتساقطون شهداء بين يدي الدفاع عن شعوبهم دون توريط الشعب في السلاح حتى ينفجر الشعب سلمياً فيسقط النظام. إياكم ثم إياكم ثم إياكم بل قاتل الله كل أحمق لا يدرك النتائج الذي سيفضي إليها مثل هذا التوجه الذي سيفضي في النهاية إلى تدويل الملف المصري وربط السيسي بحبل سرة مصالح أكثر من دولة عظمى وأخر خليجية وإلى رهن الثوار وقرارهم لمن يمدهم بالسلاح والمال، فيتكرر مشهد حرب إقليمية ودولية بالوكالة لا يموت فيها إلا مصريون . كل ذلك باسم الشعب الذي سيشرد سنوات ليجلس “ممثلوه” زعما مع حاكمهم البطاش للوصول إلى حل لن ينهي البطاش ولا آلة البطش. أيها الشباب لن يسقط آلة البطش إلا الدماء الطاهرة البريئة التي تسيل بسبب توهج المقاومة السلمية . نعم ! هناك تضحيات هائلة لكنها أقل من التضحيات إذا عم الدمار كل البلاد. فالتضحيات من الإجرام والتنكيل لن تصيب ملايين الناس بل قيادات التحرك والنشطاء وهذه ضريبة تدفع بين يدي شعبنا إن كنا نحبه أكثر من حبنا للحكم والكراسي.

عندما نصحنا إخواننا في سورية في عام 2011 قلنا في ما هو منشور إياكم أن تظنوا أن مبارك سقط في مصر لقد سقطت مجرد صورته أما نظامه وعسكره فيستعدون للانقضاض على الثورة كان ذلك قبل إثم الانفراد بالسعي نحو حكم فئة من فئات الثوار والتخلي عن مواثيق العمل الجبهوي . ومبارك شخص مقطوع من شجرة ليس له عصبة كما في مقدمة ابن خلدون لمن يقرأ علوم الاجتماع وقد يلقي به أصحابه إلى النفايات إذ لا يهمهم شخصه ، بل يتقدمون هم كما حدث بعد ذلك فعلاً. وصاحبكم ليس مثل مبارك بل له عصبة وأيما عصبة متمكنة “فما هكذا تورد الإبل يا سعد” . قالوا نحتاج للسلاح لندافع عن المتظاهرين ! يا سلام ؟ قد ذكروني باللص الذي قيل له إحلف يمين فقال جاء الفرج ! نعم قد كان النظام يستعمل السلاح في وجه عزل وهو في هذه كان ينحدر إلى السقوط بسرعة ولا يستطيع أن يرفع من درجة فتك السلاح إلى دبابات وطائرات وغيره بل كان يدان من كل أطراف المعمورة على قمعه للشعب وقتله للمتظاهرين بالرصاص. حتى الناصريون في مصر وحامدين صباحي فقد أدانوا بشدة قمع النظام السوري للشعب في بدايات الثورة. أما عندما بدأ ظهور الرشاشات لحماية المتظاهرين فقد جاء الفرج مهللاً إلى النظام وبدأ باستعمال الدبابات والطائرات والبراميل وتم إعطاؤه سنداً دولياً كان قد فقده إذ أصبح يواجه ثورة مسلحة بينما كان قبل ذلك معرىً دستورياً إذ يقتل شعباً أعزلاً . ولكل من زعم أن السلاح سيحمي المتظاهرين رأينا كيف أن السلاح نقل الصراع إلى مستوى تدميري مرعب أصاب غالبية الآمنين الذين حتى لم يشارك معظمهم في التظاهرات. ومن كان يظن أن النظام سيهمه التفريق بين ثائر وغير ثائر فهو لا يفقه في أبجدية السياسة شيئاً وهو شريك في الجرائم التي تسببها. كانت “الجزيرة ” عام 2011 تظهر على الشاشة في نفس الوقت أربع حراكات : اليمن وليبيا وسورية والبحرين قبل أن يضغط الخليجيون عليها فتنقلب على الحراك البحريني الذي بقي سلمياُ حتى اليوم. وإلى السذج الذين يعتقدون بأن الإطاحة برأس النظام سيأتي لوحده بالنصر المبين نسوق لكم سقوط الرئيس اليمني الذي أفرحنا فهل قضى ذلك على نفوذ علي عبد الله صالح ؟ لقد تم تدمير اليمن! وبعد سنتين تم تشكيل تحالف عسكري للحرب في اليمن لمواجهة من ؟ هل لمواجهة الحوثيين فقط ؟ الذين حاربهم علي صالح عدة مرات قبل أن يتحالف معهم ؟ كلا بل لمواجهة علي عبد الله صالح أيضا وها هو أحد الأطراف الثلاثة باعتراف دولي الذين يجلسون لتقرير مصير اليمن ولولا السند الدولي لعبد ربه هادي منصور لكان صالح هو الأقوى. ولا تنسوا أن علي صالح لم تسقطه يومها إلا السلمية ولولا ذلك لكان اليوم يفاوض كرئيس لليمن وليس كزعيم ميليشيا.
عندما كنت أذهب إلى سورية الحبيبة لقضاء عطلة أو مرورا إلى لبنان لم أكن ألتقي أبدا أيأ من شخصيات النظام ولا يعني ذلك أن ذلك كان حاجزا يمنعهم من احترامي بل واحتراما كبيرا رغم أنني انتقدت بشدة الرئيس حافظ الأسد في مكتبة الاسد في دمشق عام 1997على موقفه من ارسال الجيش العربي السوري ليقف مع الأمريكان في غزوهم للعراق في حفر الباطن ثم حصاره للعراق وذلك بحضور كبار القوم بمناسبة تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينين . وحتى أكون صادقا من حيث مقابلتي لمسؤولين من عدمه فقد دعاني يومها العماد مصطفي طلاس الذي حضر إلى المكتبة إلى منزله للغداء وكان حاضرا في الغداء بالإضافة إلى السيدة زوجته ابنه العقيد مناف الذي انشق بعد بدء الثورة وجرى الحديث عن العراق فقال مناف أن صدام حسين عميل لأمريكا فأجبت : ما شاء الله أما أنتم فكنتم تمارسون الوطنية في حفر الباطن. كما وانتقدت النظام في سياسته الداخلية القمعية في نفس المكتبة عام 2006 في محاضرة لو تعلمون بالله عليكم ما هو عنوانها : ” لمن الكلمة غدا ؟ للأنظمة ؟ أم للمعارضات السلمية ؟ أم للمعارضات المسلحة؟” نعم محاضرة كانت كلها استشرافا دقيقا لما يحدث اليوم نشرتها القدس العربي دون المقدمة النقدية (راجع موقعنا المذكور) . بل على العكس كنت دائما ألتقي شخصيات معارضة. وكان أكثر من كنت أمر عنده وأتناول أجمل فطور شامي معه هو الصديق المعارض الحاد الجلد الصبور الأستاذ المحامي هيثم المالح الذي رجوته بعد بدء الثورة رجاء حارا في اتصالات سكايبية ألا يغادر دمشق وأن يبقى فيها مناضلا سلمياً مهما كلف الثمن وعندما أصر قلت له أرجوك إياكم والتسليح وإياك والخروج من سورية وإياك والذهاب إلى البرلمان الأوروبي في بروكسل وإلى الاستعانة بالأجانب إذ هكذا ستبدأ هزيمة القضية . لم يستمع إلي وقال نريد أن نحمي المتظاهرين ! وكم حزنت عندما رأيته قبل أيام على التلفاز في الرياض مع عشرات مثله ليس بيدهم من أمر سورية شيء بل يتلاعب بهم وبسورية غلمان إقليميون وفطاحل أجانب ولا يوجد اثنان منهم على قلب رجل واحد. فيا حسرة على سورية .! إن هؤلاء الذين خطفوا قيادة الثورة والتي كانت قيد التشكل في الداخل لا يتدخل في قرارها أحد، وانساقوا مع الفرنسيين والخليجيين لتشكيل مجلس اسطنبول (لاحظ اسطنبول أول تدخل أجنبي) الذي نسينا اسمه قبل أن يتطور إلى الإتلاف الذي يدين بالولاء لمن ينفق عليه من أموال غير سورية يتجاذب كل ممول جماعته .هؤلاء الذين ضيعوا الثورة ما زالوا يمدحون كغيورين على الشعب ولا يحاسبون ! أما الناصحون الذي أثبتت الأيام صحة موقفهم فهم “شبيحة ” لأنهم لم يدغدغوا مشاعر السذج بشتم الأسد ولعن النصيرية وإدانة إيران وتحقير روسيا. كنا نتعجب من سذاجة الذين ارتموا في احضان الغرب كيف أنهم لا يحسبون حساب خطوات النظام عندما يضعف .فهل توقعوا أن يكون عنده أي مانع يمنعه من الاستعانة بإيران وبروسيا وهل ستقبل روسيا أن يغدر بها حلف النيتو مرة ثانية بعد ليبيا فتطرد من حوض البحر الأبيض المتوسط؟ ما هذه السذاجة ؟ . فهل الأقلمة والتدويل اختصاص للثوار حلال عليهم وحرام على غيرهم؟ سيقول الصبية إنك بذلك تبرر النفوذ الإيراني فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . أأنا الذي اتهمت الإيرانيين علنا وفي عقر دارهم في طهران عام 1991 وكذلك بعد ذلك عام 2003 وفي مذكرات خطية منشورة موجهة إلى الإمام الخامئني بالتواطؤ مع الأمريكان والسكوت على غزو العراق وأفغانستان سكوتا لئيماً أفضى إلى هيمنة إيران لاحقاً على العراق هيمنة احتلالية فكان الأمريكان خدما لهم في ذلك. وكذلك رسالة إلى السيد حسن نصر الله في 28 آب 2003 مستنكراً دفء التعامل مع من جاؤا على الدبابات الأمريكية في العراق كان ذلك عندما لم يكن أحد ليتجرأ على مواجهة هذه المواقف. ألم يخطر ببال معارضي الفنادق الذين اختاروا العسكرة( لم يحمل أي واحد من كبارهم السلاح بل وردوه للشعب ليموت غيرهم من أجل أن يتقاسموا هم على الغنائم) واختاروا الاستعانة بالإقليم وبالدول العظمى بأنهم سيدفعون خصمهم لمواجهتم بنفس السياسة ؟؟ ويا ليتنا نتعلم فن إدارة السياسة من عتاولة السياسة الاقليميين فتركيا وإيران تخوضان حربا بالوكالة في سورية لاينكر وجودها حتى ساذج ورغم ذلك تتخاطبان وديا وتتزاوران على أعلى المستويات وترفعان من علاقاتهما التجارية وفي الطاقة بينما لا يقبل من أحدنا أقل من شتيمة الأسد لكي ينجو من لقب شبيح وتخون حماس والجهاد لأنهما قدمتا التعازي بالشهيد القنطار! أبهذه الطفولة تدار مصالح شعوبنا ؟ طفولات طفولات طفولات تتصدر العمل السياسي بينما يفوز الدواهي أصحاب العقول بالإبل.
نسينا أن نذكر الأسوأ الذي هو نتاج ا”لعبقرية” الثورية فالطرفان الذين ذكرنا أعلاه ليسا هما المنفردين بمصير سورية بل إن الطرف الأقوى الذي تعجز عن مقارعته الدول العظمى مجتمعة لا علاقة للإئتلاف ولا بالنظام به . فقد تم اختطاف سورية من يد الطرفين بل إن المنطقة كلها يعاد تشكيلها وإن أقل الناس تأثيرا في تشكيلها هم الذين يساقون إلى المؤتمرات سوقاً. أما الذين فرضوا أنفسهم ليكونوا مرشحين لحضور مؤتمر لا يوافقون أصلاً على حضوره فهم داعش ونظراؤهم .والطرفان والأجانب من ورائهما غرباً وشرقاً يعلمون أن المفاوضات التي يحضر لها إنما هي مجرد مرحلة أولى للملمة الجهود المتناقضة الراضية بشعار ديموقراطي مزعوم لمواجهة لا ديموقراطية داعش وإحضارها هي إلى طاولة مفاوضات كما يجري مع طالبان التي لم يستطيعوا القضاء عليها بعد سنوات وسنوات من الحرب. ومن المضحك أن يسعى لإصدار لائحة تأهيل لتنظيمات تكفر الديموقراطية لكي تحشر حشرا في حل يزعم أنه ديموقراطي مما يذكرنا بالمزارع الذي غضب وسلح على بطيخاته بعد وقوعها من العربة فلما عاد من السوق وعطش نظر إليها وقال : هذه أصابتها وهذه لم تصبها.

في العقود الماضية اتفق الإسلامييون والقومييون على التحالف في مواجهة الطغيان في بلادهم وأقسموا على مبدأين يعتبر الإخلال بأي منهما خيانة. لا للتدخل الأجنبي ولا لحكم العسكر. وقد خان الطرفان العهود . في سورية انفتح الإخوان على الأتراك والفرنسيين وعلى الصهيوني برنارد ليفي في تأسيس مجلس اسطنبول تحت ذريعة إنقاذ شعبهم من الطاغية. وفي مصر استعان القومييون واليساريون بحكم العسكر للتخلص من انفراد الإخوان بالحكم وسكتوا عن البطش الإجرامي الذي لحق وما زال يلحق بالإخوان . وإن مصيبة المصائب ستكون إذا تم إنقاذ نظام السيسي المتهاوي بالتجاء الإخوان إلى السلاح كما هو متنازع عليه الآن في مراكز قرارهم . وقد علم الإخوان بأنني من أشد المساندين لهم في محنتهم في مصر رغم انتقادي الشديد لأنهم أول من فتح باب الأجنبي في سورية والذي جعلي أحصل على لقب شبيح بامتياز من صبيتهم . تناقض جميل : أشبيح في سورية ؟وإخونجي في مصر ؟ هذا طبعا عند السطحيين وما أكثرهم. كانت الثورة السورية ماضية نحو النجاح لولا العسكرة والارتهان لمن يعطيها المال والسلاح . والثورة المصرية تسير نحو نجاح مؤكد في وجه خاطفيها المجرمين وعسكرهم إلا إذا خدم أحدهم النظام بالتوجه نحو العسكرة عندئذ لا سمح الله عظم الله أجركم في الثورة بل في مصر الواحدة الموحدة. فلتحذروا : ألا قاتل الله من قد يرتكب مثل هكذا حماقة إن هو أقدم عليها. يكفينا إضاعة سورية ودمارها وتشريد أهلها ! يكفينا سورية ! إن أي معارض يدعو إلى العسكرة في مصر على الغالب مدسوس مشبوه يريد إنقاذ نظاما يتهاوى من هول ظلمه وبطشه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى