بداية التحرير أم زوبعة في فنجان

بداية التحرير أم زوبعة في فنجان
د. عساف الشوبكي

لن تعود القدس ، ولن يعود الأقصى ، ولن تتحرر فلسطين، ولن تفشل صفقة القرن وغيرها من مكائد الشر وخدع الإستعمار ، ولن يهابنا عدونا ولن تتوقف أطماعه في بلادنا وأوطاننا إلا عندما تعود المقاومة نهج حياة للفلسطينين كما كانت، ويقطع الفلسطينيون الرسميون كل علاقة لهم مع الاحتلال ، وينهوا ما يسمى بالتنسيق الأمني معه ويتخلوا عن كل الاتفاقيات المذلة معه وعلى رأسها إتفاق أوسلو وإذا اقتضى الحال حل السلطة الفلسطينية وتسليم القيادة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ولن نسلم في الاردن من مخططات الاعداء وأطماعهم وفتنهم إلا عندما نريهم عيوننا الحمراء، ونلغي اتفاقية وادي عربه ونطرد سفيرهم ونسحب سفيرنا، ولن يحسبوا لنا حساب إلا عندما يُعَّدُ الشعبُ وخاصة الشباب إعداداً عسكرياً ليكون الشعب كله رديفاً للجيش ويتدرب الجميع على إستعمال السلاح وحمله، وعلى عمليات القتال ، وتعمل الدولة بكل مؤًسساتها وضمن منظومة محكمة واستراتيجية جادة وخطط مدروسة ومناهج تربية وطنية قوية لتعزيز مفاهيم حب الوطن والانتماء له والدفاع عنه.
وعلى أصحاب القرار وأهل الحل العقد وذوي الرأي والحكمة في الوطن إستثمار حالة الغضب الشعبي ، والرفض العام لصفقة القرن وتماهي وإنسجام موقف الاردنيين مع موقف قائدهم ، وتأييد الشعب التام لموقف الملك الرافض لصفقة القرن، والرافض رفضاً قاطعاً التنازل عن القدس وعن الوصاية الهاشمية عليها، والرافض للتجنيس والتهجير والوطن البديل ، والرافض التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، إستثمار ذلك كله من أجل ترتيب البيت الاردني الداخلي، ورفع سقف الحريات العامة، والبدء الجاد بايجاد واستحداث فرص عمل للأردنيين وإنقاذ الناس من وطأة الفقر والحاجة ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين ورص الصفوف وتعزيز وحدة الشعب وقوته والشروع بالإصلاح الحقيقي الشامل ، وتعزيز قيم العدالة والنزاهة والشفافية واحترام حقوق الانسان الاردني، بغير ذلك ستصغُّرُ وتبرد الحالةُ الوطنيةُ الشعبية الساخنة الكبيرة عند الاردنيين وتذبل وربما تتلاشي وستصبح زوبعةً في فنجان وحدثاً عابراً ، و سنفقد بوصلتنا ولن نستفيد من ردة فعل الشعب ضد صفقة القرن والزخم الوطني الشعبي والرسمي المستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل القدس وفلسطين و عزة الوطن وكرامة الاردنيين والفلسطينيين ، والحفاظ على الاردن وعدم ضياع فلسطين وما تبقى منها، بغير ذلك لنستعد الى مزيد من التشرذم والضعف والذل والهوان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى