“البلاء أنتم!! “


“البلاء أنتم!! ”
د. محمد شواقفة

الوضع يتفاقم في الأردن و يبدو أن ورقة التوت التي كانت تغطي على هيبة الحكومة سقطت و انفضح الطابق!! . الشعب أيقن أن كورونا حقيقية و خصوصا أنه لم يعد بيت خالي من مصاب او مخالط أو لربما فقد عزيزا و غاليا.
و مع ذلك يواصل بقايا الفلول من الحكومة التي هربت في قمة أتون المعركة يتصدرون المشهد بأرقام و إحصائيات لم تعد تعني لأحد شيئا. فهذا يصرح بأن نسبة الوفيات لعدد السكان تتجاوز نسبة الأكسجين في طبقة الاوزون. و ذلك يطبل ادمغتنا بتحليل استشراف الوضع الوبائي رابطا عدد الاصابات بالابراج السماوية عندما يتقاطع زحل مع مواليد برج الثور. و صرنا نحفظ أشكال بعض المتحدثين على شاشاتنا يطمئنوننا بأن هناك أمل في خريف ماطر و بأن الفيروس لا يعرف اللغة العربية أبدا و دليلهم بأن نجم سهيل رحل بإتجاه القطب الشرقي للكرة الأرضية.
“إذا مرضت فهو يشفين” كلام منزل و هو شعار المرحلة فلا تبحثوا عن الكورونا في عيون الآخرين و أنفاسهم و عطساتهم و هي باقية و تتمدد. و لم يعد هناك شك بأنها ستصيب الجميع أم لا، لكنها أصبحت متى؟ و هل ستكون وسط أو ثلثين بثلث أو محروقة كقهوتنا المرة السادة.
لا أحد ينكر أن هناك كورونا و خصوصا الشرطي الذي يحمل دفتر المخالفات و ينشر الوعي إجباريا و قد أصبحت الكمامة جزء من معالم الوجه فلله الحمد أننا عرفنا أن هناك وظيفة للأذنين التي لم نكن نستخدمها للاستماع للنصائح فعلى الأقل تحمل خيوط الكمامة.!!!!
لا أفهم على ماذا يعول شعبنا الطيب بالتفاؤل و هناك من يسومه سوء العذاب بحجر و حظر و حجز و تقريع، فلا تزال الحكومة تلوم الناس حتى ظننت أن الحكومات تحارب الشعب و تركت الفيروس. عليك أن تستمع لترهاتهم و تبتلع تفاهاتهم و بعد كل ذلك يحاسبونك على أخطائهم و يلومونك و أنت الضحية على تقصيرهم و عليكم أن ترضخ و تطيع و تستسلم و تقبل و تستكين. يهاجمونك مسؤولين و سحيجة و يصفك تافه أفاق بصفات لم تكن الا فيه هو ذاته و من يرعاه و يدعمه.
تساؤلنا الشرعي الأخير و أرجو أن يتسع صدر عطفكم لنا قبل أن يعصف بنا الفيروس اللعين، بعد أن أدركنا أن كورونا حقيقة، هل عندنا فعلا “ما يلزم ” و لا نقصد عددا و ألقابا و لكي لا يبدو الأمر إنتقادا لكل من يحمل الهم الصحي. هل لدينا فعلا خبرات و كفاءات مؤهلة و قادرة على التعامل مع هذا المرض و قادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ وهل لديهم كل ما يلزم من أجهزة و دعم فني و بشري للقيام بذلك؟

تحية لكل الجنود المجهولين ” الجيش الأبيض” من أطباء و ممرضين و غيرهم الذين يواجهون كل شئ بصدورهم العارية.و كأنهم يلبسون أكفانهم يزفون الى الموت كل يوم … لكن هذا ليس حلا… لا نريدكم أن تصبحوا وقودا لمعاركهم الخاسرة و هم يتركونكم ناقصي العدد و بدون عتاد أو سلاح!!!!

” دبوس على الحقيقة المرة ”

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى