بين الخوف والواقع بين الموت والحياة نولد / ثروة الزعبي

في لحظة اختفت الحروف، تسارع نبض الكلمات، خنقتها العبرات و تعاركت صفوف الذكريات …… للمرة الأولى أشهرت رايتها البيضاء معلنة استسلامها فلم تعد تستطيع المقاومة ولا تقوى عليها ولا ترغب بها……. القت جسدها المنهك على كرسيها الهزاز الملقى في زوايا شرفتها وتدثرت بشالها الصوفي علا دفء يسري في أطرافها……. حملت كوبا من القهوة يعانق دخانه ضباب الرؤيا من امامها نفثت زفيراً يحمل الف حرف ولا كلمة تجسد لهيبه المستعر في جوفها……… تتلاطم امواج الخوف من القادم في افكارها ولا تنكفئ تحسب الحسابات……. حسابات لا تقوى جميع الالات الحاسبة على ايجاد ناتج مقنع لها…. فماذا لو؟؟؟ …. وكيف إذا؟؟؟ … وهل حقاً؟؟؟ … والى اين؟؟؟ …… وأدركت انها تعاني المخاض وايقنت ان مخاض الخوف كمخاض الولادة وشتان ما بين الطرفين….. وبين علو وانخفاض غفت عين التفكير واسبلت جفون الالم من تفكيرها…… ورأت فيما رأت نفسها في المنام صغيرة في برنس الحياه لا تملك حولا ولا قوة…. تخرج منه تخطو خطواتها الاولى وتتدفق الحياة في جوارحها تغدو تلهو وتلعب وتجني الثمرات وعندما يأتي دورها ويولد في رحمها برنس الحياة تخاف وترتعب ولكن فجأة تهتز شجرة النخيل ووتتساقط الرطب وكأنها تخبرها ان لا خوف مع اليقين والرضا بقضاء الله…… ولأنها تصدق ان الأحلام مراسيل السماء….. عرفت خبايا المنام… فتناهى الى مسامعها الله اكبر ففتحت عينيها وغسلت قلبها بماء اليقين ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون….. ومع اولى خيوط الشمس المتفتحة ونسائم الصباح هزت الرطب من شجرة الحياه لتصنع لنفسها ولمن حولها املا بأن اللحظة الوحيدة التي تستحق الحياة هي لحظة الان فلا نملك ما كان ولا ما سيكون.

#ثروة الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى