ايها العيد زمنيا..من منا غادر الآخر..؟ / ا.د حسين محادين

ايها العيد زمنيا ..من منا غادر الآخر..؟

فلسفيا، هي الأيام ،وان شئتم هي الارقام ذاتها، ازلية الحضور، غامضة المعاني وافتراضات عقلية يعمل على هديها وتوظيفاتها لكنها ليست حقيقية كما ترى فلسفة الفيزياء، والا ما هو الصفر أو الواحد مثلا؟ بدليل انه من متعذر علينا كبشر الإمساك بها للآن كحقيقة أجسادنا مثلا.

– لقد تعبت حناجرنا واعدادنا في إحصا، هذه الفرضية الخلاقة على هيئة ايام، سنوات، عقود، قرون…الخ ،ومع ذلك ما زالت ارقامنا حاضرة الاستخدام و مستمرة في التوالي والتوالد في أذهاننا اولا واخيرا، دون أن نلتقي فعلا بأيامنا وساعاتنا وجه لوجه، وكأننا عشاق مراوغين بقوا على حافة لقاء ما،ولعل لعبة الخفاء العقلية التي ابتكرها الإنسان قد عمقت تعلقنا بالامآل ومنها الزمن الوضعي أي من وضع البشر ومنها بعض الاعياد..عيد الأم، الحب، الزواج ، الخصب، وهنا تكمن المفارقة اللغز، بأننا نعيش في هذه الاعياد أو نتواعد عبرها مع مواجعنا وآمالنا في قادم ما من الايام والسنوات والتي لن تأتي إلا افتراضا، ومع ذلك لم نقابل اعيادنا المفترضة كمحسوس بعد، لذا بعض البشر يقول غدا لن يأتي مادام الامس كان غدا ليوم قبله.
– بجرأة عقلية أقول لم نعش مع الزمن كحقيقة محسوسة ولم نحاوره بعد، ومع هذا نعتقد بوجوده وضرورة الانصياع لوصوفه وليس حقيقته ،دقيقة، ساعة، يوم، شهر،..الخ ،ترى اهي اسماء افتراضية ام اسماء موازية لحسابات مجهولة أردنا تطويعها لخدمة حياتنا كبشر؟ام أنها هي هي رغم أنها تغادرنا يوميا دون أن ندرك ما هيتها..من هي كيف خلقت دنيويا ،ولماذا هي الحاضر الاقوى في دنيانا مواعيد..ديون..ساعات دقيقة الثوان على معاصمنا او حتى مواعيد على أجندة اعمارنا وموقفنا منها بيقين لافت على مفكرة هواتفنا الخلوية التي تذكرنا بمواعيد مهمة لكل منا.؟؟
– لعل الشيء الاميز في الزمن هو إنشغال العقل البشري منذ ازل في تسميتها مثلا “عروبه “وهو الاسم القديم ليوم الجمعة لاحقا عند العرب قبل مجيء الإسلام ..سبت..أحد..الخ..ولم يكتفي عقلنا الجمعي كبشر بذلك، بل أوغل في وصفها ثانية، هذا يوم عيد وأخر لا عيد له لابل وامعن في تلوينه لنفس الايام المغادرة من رصيد اعمارنا ..سعيد، تعيس..متفائل..متشائم بأيام بعينها دون غيرها
وبرغم كل الذي سبق، يبقى الوهم / الافتراض مدادا ازليا لمحاولة عقل الإنسان على هذه الأرض في ترويض الطبيعة بالعقل والعلم والايمان..خدمة لقيادته للحياة وإعمارها دينا ودنيا على التوازن ربما.
اخيرا، أن الحياة كما اجتهد كالحلم والاعياد والزمن ،لن يفسدها بهاء وألق وهج اي منها، الا محاولتنا العقلية الرعناء في تفسير اي منها كحقيقة ملموسة..ربما استقر المنطق على أنها هي هكذا وجميعهم هكذا.. فلا داعي لتأويل اي منهم.. لماذا هذا عيد والآخر يوم عادي.. والله أعلم.
جامعة مؤتة-قسم علم الاجتماع.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى