كيف نواجه الفكر المتطرف / انس جادالله الشلول

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نواجه الفكر المتطرف والغلو في الدين
.
قال تعالى : (( وكذلك جعلناكم امةً وسطا لتكونوا شهداءَ على الناسِ ويكون الرسول عليكم شهيدا )) صدق الله العظيم .
عند الكتابة عن الغلو والتطرف يحتار القلم ! وتتعثر الكلمات ! ذلك ان هذا الامر هو وجع نخر في كيان الامة الاسلامية حتى صاروا به يُعرفون ! ومصدر الحيرة هو تشعب الموضوع ، فهو ذو شجون ،واستقراؤه يحتاج لبحث طويل ممتد من عمق التاريخ مذ حصلت الفتنة بين المسلمين عقب وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الى اليوم . وما زلنا نعيش هذا الهم وما زال يقضُ مضاجع المسلمين الأبرياء في كافة البقاع وبه يحاربون ! لكن من اين اتت فكرة التطرف ؟
ارتبطت هذه الفكرة بالتعصب والانهزامية ؛ فالمتطرف ينظر إلى الجميع من منظوره الخاص ويعطي نفسه حق التفكير ، ويكوِّن خلايا فاسدة وأول ما يطعن، يطعن الاقربون من أبناء دينه ، ويتحول لديه منهج الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلالته الشرعية إلى حق في اعطاء العقوبة وإقامة الحدود وهو حق لولي الأمر فحسب !
أما الغلو ، والذي يعني المبالغة فينبع من عدم الفهم الصحيح للإسلام وتعاليمه فالله تعالى اتمَّ دينه ووضع حدوده وأحكامه وترك مساحة للاجتهاد وفي ما يستجد من أحكام لخدمة الدين وتيسير اُمور المسلمين وخدمة الانسانية . أما ما يمارسه المتطرفون؛ فهو خروج عن هذه المنهجية لا تعكس جوهر الاسلام ولا توحي بالسماحة والطمأنينة قال تعالى :”اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا “صدق الله العظيم .
وأكثر ما يصرفنا الاّن من فكرة الغلو ؛هو ان من يجني ثماره الشائكة هم ابناء المسلمين أنفسهم ،هناك شباب يغررون وتتوجه طاقاتهم بالطريق الخطأ ، فيصبحون اعداء بدل أن يكونوا عناصر فعالة في مجتمعهم ،والعالم يشكل جبهة واحدة في حربه وقود هذه الحرب هو من نفط العرب والضحايا هم المسلمون العزَّل الامنون المطمئنون أُنظروا الى حرب المسلمين اينما ذهبوا باسم الحرب على الارهاب ، إنها معاناة ممتدة ،وذريعة من لا ذريعة له ولا ندري إلى اين المطاف ؟؟
لقد صار فينا كمن يركب في السفينة فيأتي أحمق فيخرقها فيؤدي إلى إغراق من عليها ؟؟ يحصل هذا في تجاهل وعدم وعي لما سيأتي ، وقد تنبه الهاشميون إلى هذا الخطر في وقت مبكر ، وتبنى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سياسة توضيح منهج الاسلام بصورته النقية الخادمة للانسانية من خلال المحافل والاعلام ، ومن خلال الأخلاق التي يتعاملون بها مع الأنسانية وأكثر ما تجلى ذلك في رسالة عمان ، التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في حضور هيئة من العلماء والوفود من انحاء العالم وفيها توضيح لاسس الاسلام السمحة القائمة على السلام والتسامح وتكريم الأنسان وفيها محاربة للأرهاب والفكر المتطرف بوصفها أخطار يتعرض لها العالم أجمع !
وإننا كشباب مقبلين على الحياة ،نرفض هذا الفكر وندعو لاستقراء النصوص الشرعية وفهم الإسلام من خلال كتاب الله وسنة نبيه ، ونشد على يد مليكنا المفدى في حربه لهذا الفكر ومعه سائرون لابراز الاسلام بصورته المشرقة وعكس اجمل نموذج لمسلم متحضر واعٍ بروع متفتحة …. ومعا لخدمة ديننا وأوطاننا .
” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ”

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى