” تكنولوجيا الفار !!” / د . محمد شواقفة

” تكنولوجيا الفار !!”

من أجواء كأس العالم الطاغية و بمتابعة غير مبنية على أي خلفية رياضية أو تاريخ يمت للرياضة بصلة … لفت إنتباهي استخدام تقنية جديدة و هي ال VAR و هي تعتمد على مراجعة القرارات التي يثور حولها جدلا في محاولة لإحقاق الحق أو التأكد من عدم وقوع الحكم في أي خطأ سواء كان مقصودا أو غير مقصود …. و هي اختصار للتحكيم بمساعدة الفيديو و لكن تعريبها انتهى حكما حسب المعلقين ب ” الفار”….
شهدنا استخدامها في أكثر من حالة و كانت القرارات المبنية عليها حاسمة و غيرت نتائج المباريات و شهدنا عدم استخدامها في حالات أخرى و ازداد جدلنا حول القرارات الصحيحة و الاخطاء التحكيمية … اعتقد ان استخدام التقنية بحد ذاته قد يكون ايجابيا لمنع التلاعب و الغش و الفساد و لكن لاحظنا انه ايضا عدم الاعتماد عليها في كثير من الحالات أثار حولها شكوكا و لغطا … مع ان الخلل اساسا لم يك في التقنية ذاتها و لكن في تطبيقها بعدالة و شفافية.
بعد ان انتهت جولتي بين المباريات العديدة المتلاحقة …لاح لي خاطر باستخدام تقنية الفار او فكرتها في مراقبة الاداء الحكومي …. فالتشكيلة و التبديلات شكليا ربما لا تكون مقبولة … ولانه لا حول لنا و لا قوة …. فنحن يهمنا الاداء و شفافيته في طرح الافكار و تنفيذ الخطط…. و لا مانع ان يكون عندنا اكثر من فأر لمراقبة كل وزير … و كل مدير و كل رئيس جامعة و كل أمين عام و كل رئيس بلدية و كل مسؤول عن هيئة مستقلة و كل جمعية خيرية او نادي ….و كل من يعمل في سفارة او ملحقية … و كل مسؤولي البنوك و اصحاب المصالح التجارية الضخمة …
لم لا نضع فأرا لمكافحة الفساد … و آخر لمكافحة الواسطة و المحسوبية …. و فأرا لمراقبة الاداء الحكومي …. و لكن علينا التأكد ان من يبرمج الفئران و يديرها ايضا عنده. فأر خاص يراقبه و لو بحنان اكثر و رقة ….
شئ وحيد يقلقني … بالنسبة للسيدات في الوزارات المختلفة …هل يخافن من الفئران …. !!!
اقترح عدم وضع اي فئران في مجلس النواب …. لان هناك بعض القطط السمان … لن تنجح الخطة …
تجربتي في كأس العالم مع الفار فشلت … استفادت منها فرنسا و اسبانياو روسيا و تضررت منها المغرب و ايران و مصر … هل تخشون ما أخشاه ؟!!
” دبوس على الفار ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى