بالأحمر كفّنّاه….

بالأحمر كفّنّاه….
يوسف غيشان
في السابق، كانت #الدولة ممثلة بحكوماتها ومؤسساتها وأجهزتها تحتكر قصة #الخطوط #الحمراء، وكانت تحتكر #القوانين والأنظمة والتعليمات التي ترسم الخطوط الحمراء وتغيّر أمكنتها باتجاه #حقوق #المواطنين، كلما رأت أن الأمر ممكن بدون مخاطر تذكر.
لا تزال الدولة ممثلة بحكوماتها ومؤسساتها ترسم خطوطها الحمراء وتغير أمكنتها كلما اعتقد المسؤول أن الأمر ممكن بدون مخاطر تذكر، لكن الحكومات لم تعد تحتكر قصة الخطوط الحمراء، رغم أنها ما تزال تحتفط بشولات من الخطوط الحمراء، حسب الطلب.
تعرفون الدستور والقوانين والأنظمة والتعليمات: الملك خط أحمر\ الجيش خط احمر\الأمن العام خط احمر\ الدين خط أحمر\ الإساءة إلى الدول الصديقة …. ما من شأنه…. ما ليس من شأنه …..!!
ولا ننسى الخطوط الحمرا التي تفرخ العديد من الخطوط الحمراء في مجال النشر والتعبير في الكتابة والصحافة وفي الندوات والمحاضرات والندوات . وهي خطوط غامضة وفضفاضة تمنح الحكومات بموجبها حق حذف ما تشاء في الصحف ووسائل الإعلام.
وبما أنها خطوط غامضة، فان تفسيرها الدقيق غامض وملتبس، ويخضع لشخصية الرقيب المحلي وكيف يفسر الأمور، ودرجة خوفه وارتعابه من إجازة ما لا ترغب الحكومات بنشره في هذه اللحظة بالذات.
كل هذه المقدمة لأقول لكم أن الخطوط الحمرا لم تعد محتكرة على الدولة والمؤسسات والحكومات، بل تحول حزء من احتكارها، مجانا، إلى المواطنين، وإلى الطبقات والشرائح الاجتماعية التي تتسلل إلى منظمات المجتمع المدني والأحزاب والعشائر والأفراد، محوّلة إياهم إلى منتجي خطوط حمراء بالجملة:

  • كرامة المرأة خط أحمر
  • كرامة المعلم خط أحمر
  • الأحزاب
  • العشائر خط أحمر
  • حقوق العامل
  • حقوق الطالب
    وما إلى ذلك من الأمور الكثيرة المتنوعة التي نشاهدها مكتوبة على لافتات، بخط ركيك غالبا، وبأخطاء إملائية ونحوية أحيانا، لكنها تختلف بشكل بسيط عن خطوط الدولة الحمراء.
    حيث أن خطوط المواطنين ومنظمات المجتمع المدني وهيئاته مكتوبة بالوان سهلة الانمحاء، ويمكن ان تنمحي بمجرد النفخ عليها ، لكأنها مكتوبة بطبشور سيئ الصنع.
    اما خطوط الحكومات الحمراء فهي ثابتة اللون، وتتقدم دوما الى الأمام، وحبرها لا ينمحي بل يزداد احمرارا لأنه مصنوع من دمائنا.
    وتلولحي يا دالية .
    ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى