أين ذهبت وثائق هيكل ؟

سواليف
كتب الصحفي صلاح عيسى في موقع “المصري اليوم” متسائلا “أين ذهبت وثائق محمد حسنين هيكل؟”
صلاح عيسى استهلّ مقاله قائلا: “وسط طوفان من المشاعر المتضاربة التى اجتاحتنى بمجرد سماعى خبر رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل، ووسط زحام الاتصالات الهاتفية التى تلقيتها من زملاء، يبدأون بتبادل العزاء معى، ثم يغمروننى بسيل من الأسئلة، لا أجد فى ذهنى المسكون بالحزن إجابة لها، فيما عدا سؤالاً واحداً، كان البحث عن إجابة له يشغلنى طوال الأيام التى تواترت فيها الأنباء بأن الأستاذ فى حالة صحية حرجة، وربما قبلها بزمن طويل.. وهو: ما الذى يتوجب علينا أن نفعله لكى نخلد ذكراه؟.. إذ كانت إجابته واضحة وشاخصة أمامى تقول: علينا أن نبحث عن الوثائق التاريخية التى جمعها وأن نحقق رغبته فى الاحتفاظ بها وفهرستها وإتاحتها للباحثين، باعتبارها مصدراً أساسياً من مصادر التأريخ لزمن العواصف الذى عاشه «هيكل» وشارك فى صنع بعض ملامحه”.
وتابع عيسى: “وكنت قد عرفت بأمر هذه الوثائق من «هيكل» نفسه، حين جمعنا معتقل ملحق مزرعة طرة، خلال حملة الاعتقالات الواسعة التى شنها الرئيس الراحل «أنور السادات» ضد معارضيه، والتى أطلق عليها – آنذاك – اسم «ثورة 5 سبتمبر 1981»، إذ كان قرار القبض عليه، يشمل تفتيش منزله الريفى فى «برقاش»، الذى كان قد نقل إليه الجانب الأكبر من مكتبته، بهدف البحث عن الوثائق الرسمية التى كان يحتفظ بها، والتى كان الرئيس عبدالناصر – والرئيس السادات نفسه فى بداية عهده – يأمر بإرسال مستنسخ منها إلى «هيكل»، لمجرد العلم أحياناً، ولإبداء الرأى فى أحيان أخرى، ولكى يستفيد منها فى أحيان ثالثة فى كتابة مقالاته أو صياغة الخطب والخطابات الرسمية التى كان كل منهما يكلفه بكتابتها أو بالرد عليها.. وكان «هيكل» مطمئناً إلى أن التفتيش – الذى جرى فى حضوره – لم يسفر عن العثور على هذه الوثائق، التى ألمح لى أنها فى مكان أمين، استنتجت أنه قد يكون خارج البلاد”.

واختتم عيسى مقاله قائلا: “ولا أحد يعرف حتى الآن، حجم الضرر الذى لحق مجموعة «هيكل» من الوثائق التاريخية بسبب الحريق الذى دمر بيته الريفى فى «برقاش» فى أعقاب ثورة 30 يونيو، ولا مدى دقة التسريبات الصحفية التى تقول إنه أوصى أسرته بأن تودع هذه الوثائق أو ما تبقى منها فى دار الوثائق القومية، أما الذى أعرفه فهو أن من واجب كل من يعنيهم أمر تخليد ذكرى هيكل وتقدير الدور البارز الذى لعبه فى تاريخ وطنه وأمته، أن ينهضوا لتحقيق رغبته فى الدفاع عن الذاكرة الوطنية وصيانة وثائق الزمن الذى عاشه وشارك فى صنع ملامحه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يمكن إعتبار الوثائق ((التاريخية؟؟؟؟)) التى جمعها الراحل مصدراً من مصادر التأريخ من وجهة نظره ونظر قرّاءه وتلاميذه وحسب رأيه فقط
    فليس كل ماكتبه كان واقعيا ومعبرا عن الحقائق كما هي.

    فهو ليس مؤرخا ليتم التعامل مع وثائقه كوثائق تاريخيه.

    هل عارض رئيس
    هل حوكم
    هل اعتقل
    هل لوحق …هل هل هل
    لقد امضى حياته مع الحكام الذين ثارت عليهم شعوبهم وناصر من أفشل ثورات الشعوب وتآمر عليها
    فلنكن صادقين مع انفسنا اولا ويكفينا مجاملات وعواطف افسدت علينا امور حياتنا كلها

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى