قرشك شلن
في أول يوم من أيام العيد كُنا ننتظر عودة الوالد من صلاة العيد لتتم مراسم المعايدة وقبض العيدية , وما أن ينتصف النهار إلا ونكون قد جمعنا ما كتبه الله لنا من دراهم معدودة .
الممتع بالأمر كانت طريقة صرف العيديات . غالباً ما كان البرنامج الأتي يتّبِعهُ جميع أولاد الحي :- البداية من محل (ماجد) لتأجير الدراجات الهوائية وبعدها حضور فلم كراتي بالسينما لينتهي بنا المطاف إلى محل الحلويات لتناول قطعة الكنافة الخشنة .
لكن في أحد الأعياد اقترح علينا أحد الصبية لمرافقته لمكان جديد حيث كانت العيديات تُصرف بطرق غير شرعية (قمار) بحيث تربح أو تخسر النقود مثل (لعبة الفنّة ومعرفة القرش تحت أي كأس مخبأ الخ …) . لم تستهويني هذه الألعاب ولكن ما لفت نظري أحدهم كان ينادي وبصوت عالي ويقول : قرشك شلن … قرشك شلن … قرشك شلن . تقدمت نحوه وإذا به قد وضع علبة ثقاب (كبريتة) على بعد 5 أمتار وبيده فرد خرز . فقلت له : ماذا تقصد بقرشك شلن ؟ أجابني وقال : يعني بتدفع حق الرمية الواحدة قرش وإذا أوقعت الكبريتة تأخذ شلن . بيني وبينكوا راقت لي الفكرة ورحت أصرف القرش وراء القرش ولكن دون أن أصيب الكبريتة مع أنني كنت أُسدد أسفل منتصف الهدف ولكن الظاهر بأن فوهة الفرد كانت عوجا .
عدت للبيت نادماً بعدما تم صرف ما يقارب العشرة قروش ولم أربح ذلك الشلن اللعين . مع العلم أن ثمن فرد الخرز كان حينها بشلن .
الغريب العجيب بالأمس تكررت معي هذه الحالة شخصياً حيث توجهت لمديرية الصحة لتجديد بطاقتي الصحية والمنتهية صلاحيتها منذ ثلاثة أشهر لأتفاجأ بضرورة دفع غرامة مقدارها خمسة دنانير مع أن تجديد البطاقة يكلف دينار واحد . والسبب كوني تجاوزت المدة المسموح بها بعد إنتهاء تاريخ صلاحية البطاقة وهي 60 يوماً .مع العلم بأنه يُخصم شهرياً من راتبي 25 ديناراً للتأمين الصحي .
تخيلوا الغرامة خمسة أضعاف الرسوم !!!!! لم تنتهي القصة هنا بل أتى شخص أخر ورسوم تجديد بطاقته ربع دينار ولكنه دفع دينارين غرامة لنفس السبب . يعني ثمانية أضعاف الرسوم !!!!!!!! . فعلاً يا حكومة قرشك طلع مش بس شلن , قرشك ثمانية وعشرة وأضعاف مضاعفة .
