الكمال لله

الكمال لله
د. عبدالله البركات

من يكتب يوميا على الفيسبوك سيصيب ويخطئ ويعلو ويسف ويجد ويهزل. وهو في ذلك يثبت انسانيته. وهو اصدق ممن يدعون الكمال والحكمة والجدية ، كما انه أنفع للناس ممن دأبه الصمت ومهارته النقد وهوايته التصيّد . وكاتب مواقع التواصل الاجتماعية الملتزم ليس بافضل من كبار الفقهاء والعلماء والشعراء الذين نجلهم. وربما لو اطلعنا على بعض ما كتبوا لنَزَلَ قدرهم عندنا جهلاً منا ومثالية كاذبة ليس لنا منها في الواقع الا النزر اليسير . وذلك اننا مثاليون في نقد الاخرين متسامحون في تقبل اخطائنا بليغون في تبريرها.
فمن منا لا يطرب للمتنبي ويعجب بفروسيته مع ما له من قصائد تخل بالمرؤة، ومن منا من لا يترنم بقصائد شوقي رغم ما في بعض قصائده من المجون والفسق. وحتى كبار الأئمة فقد كتبوا فيما لا يصدق القارئ الساذج انه لهم، واذكر ان الشيخ على الطنطاوي رحمه الله قال كنت اعتقد ان ابن حزم كتب “طوق الحمامة” في صباه قبل ان يتفقه فوجدت انه كتبه بعد ان كتب “المحلى” في الفقه وهو صاحب المذهب الخامس من مذاهب اهل السنة والجماعة. ومن يصدق ان كتاب “الأذكياء” وكتاب “اخبار الحمقى والمغفلين” و”اخبار الظراف والمتماجنين”. كتبها العالم الفقيه المفسر ابن الجوزي
فليس من الانصاف الحكم على كاتب ببعض ما كتب ولا على شاعر ببعض ما نظم ولا على مفتٍ ببعض ما أفتى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى