انتبهوا لأطفالكم من التشنجات الحرارية

سواليف – اختلاجات وحركات لا إراديّة تمس أطفالنا.. ما هي إلا التشنجات الحرارية التي تصيب حوالي 4-5%من الأطفال الطبيعيين في حال ارتفاع درجة الحرارة وهي تحدث في الأطفال ما بين سن 3 شهور الى 5 سنوات مع الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة.

ان الاسباب لحدوث هذه التشنجات هي في معظمها التهابات فيروسية في حوالي 40% من الحالات كالتهاب الجهاز التنفسي العلوي، التهاب الرئة، التهاب الاذن، التهاب المعدة والامعاء. والأطفال الذين يتعرضون للتشنجات الحرارية يكون لديهم قابلية جينية لحدوث مثل هذه التشنجات.

هناك نوعان من التشنج الحراري:

1- التشنج الحراري البسيط, والذي يكون تشنجاً معمماً او كلياً والمدة الزمنية للتشنج اقل من 15 دقيقة ولا يتكرر خلال 24 ساعة

2- التشنج الحراري المعقد، والذي يكون تشنجاً جزئياً والمدة الزمنية للتشنج اكثر من 15 دقيقة ويتكرر خلال 24 ساعة.

التشنج البسيط لا يؤدي إلى أي مضاعفات، ولكن الأطفال الذين يعانون من التشنج الحراري البسيط هم اكثر عرضة من غيرهم بعودته بنسبة 30% وترتفع النسبة لدى الأطفال الذين لديهم العامل الوراثي نشط إلى 50%.

وتحدث التشنجات الحرارية عادة في اليوم الأول من ظهور ارتفاع درجة الحرارة، وغالباً تحدث في الساعات الثماني الأولى. وقد تحدث التشنجات في 22 % من الحالات بعد الساعات الأربع والعشرين الأولى من ظهور ارتفاع درجة الحرارة.

الأعراض السريرية

إن أكثر الأعراض السريرية هي التشنجات الكبرى وتتميز بفقدان مفاجئ للوعي وشخوص البصر للاعلى ومن ثم تصلب الجسم ويتلو ذلك انبساط العضلات وانقباضها بشكل اهتزازي. وقد يظهر أيضاً ازرقاق في الشفتين والوجه، وقد يتبول الطفل بشكل لا إرادي، وقد يسيل اللعاب من فمه. وفي حالات أخرى قد لا يظهر على الطفل إلا ارتخاء عام في كامل جسمه مع فقدان للوعي، وقد يبدو شاحباً أصفر الوجه. كما توجد حالات أخرى لا يفقد فيها المريض الوعي وإنما تتمثل الأعراض بظهور اهتزازات في جزء من الجسم كالفم أو اليد أو القدم. وقد تنتهي النوبة بانتهاء الاهتزازات أو تستمر وتمتد الاهتزازات لتصيب الجسم كله وعندها تظهر على الطفل جميع أعراض النوبة الكبرى التي تم وصف أعراضها في السطور السابقة.

أما بالنسبة لتكرار ظهور التشنجات الحرارية عند تكرار إصابة الطفل بارتفاع درجة الحرارة، فهذا أمر ممكن جداً، خصوصاً إذا كانت أولى النوبات قد ظهرت في السنة الأولى من العمر، أو إذا كان أحد أفراد الأسرة قد أصيب بالتشنجات الحرارية. وتقل نسبة حدوث هذه النوبات كلما كبر الطفل لتنتهي وتختفي تماماً في السنة السادسة من عمره. إلا أنه في بعض الحالات النادرة، ونتيجة لوجود استعداد وراثي، تستمر التشنجات الحرارية حتى عمر(10-12) سنة، ثم تختفي بعد ذلك نهائياً. وتعرف هذه الحالة باسم التشنجات الحرارية.

في معظم الأحيان، تكفي السيرة المرضية والفحص السريري للطفل لتشخيص الإصابة بالتشنجات الحرارية. إلا أنه في بعض الحالات، وخصوصاً بالنسبة للأطفال الذين هم دون سن السنة ونصف السنة، قد يصعب استبعاد الإصابة بمرض السحايا او التهاب الدماغ، إذ إن الإصابة بمرض السحايا او التهاب الدماغ تؤدي إلى ظهور أعراض مشابهة لتلك التي تسببها التشنجات الحرارية، كارتفاع درجة الحرارة والتشنجات. وبما أن الإصابة بمرض السحايا او التهاب الدماغ قد تكون لها آثار بالغة الخطورة إذا لم تعالج مبكراً، فإن على الطبيب أخذ عينة من السائل الشوكي للطفل وتحليلها مخبرياً للكشف عن الإصابة بمرض السحايا او التهاب الدماغ والتأكد من التشخيص.

أما بالنسبة للأطفال الذين هم فوق سن السنة ونصف السنة، فتكفي ملاحظة الأعراض السريرية والفحص السريري لاستبعاد الإصابة بمرض السحايا او التهاب الدماغ في معظم الأحيان. ويتم أخذ عينة من السائل الشوكي فقط في الحالات التي تظهر فيها الأعراض السريرية الخاصة بمرض السحايا او التهاب الدماغ.

يجب عرض الطفل على الطبيب المختص عند أي ارتفاع في درجة حرارته، لمعرفة سبب هذا الارتفاع والمباشرة بالعلاج المناسب. ويجب العمل على خفض درجة حرارة الطفل بواسطة كمّادات الماء الفاتر، وليس البارد، واستخدام الأدوية الخافضة لدرجة الحرارة وإزالة الملابس الثقيلة عن الطفل وتهوية المكان الذي يوجد به الطفل.

وعلاج التشنجات الحرارية يكون بخفض درجة حرارة الطفل، وعلاج سبب ارتفاع الحرارة كالالتهابات التي تم ذكرها، وكذلك يمكن إعطاء تحميلات الڤاليوم الشرجية لوقف التشنج اذا استمر التشنج لأكثر من خمس دقائق.

وإذا كان هناك حاجة لإعطاء العلاج لفترة أطول لمنع حدوث التشنج فيمكن وصف علاج الصوديوم ڤالبرويت وخصوصا عند الأطفال الذين لديهم قابلية لتكرار هذه التشنجات.

ما مدى خطورة هذه التشنجات وهل ستصاحب الطفل لاحقاً ؟

المتعارف عليه أن التشنجات الحرارية لا تصاحب الطفل مدى الحياة ، بل ينمو الطفل نمواً طبيعياً من الناحية البدنية والعقلية لن يصاب بها عندما يكبر الطفل ( عن السادسة من العمر تقريباً ) على الأغلب. لكن هناك امكانية ٩ %أن يصاب الطفل بتشنجات غير مصاحبة للحرارة (الصرع) بعد عمر السنة السادسة إذا كانت إصابته بالتشنجات الحرارية مصاحبة لأي من المعطيات الآتية:

١-إذا استمرت نوبة التشنجات الحرارية أكثر من ١٥ دقيقة.

٢-إذا حصل أكثر من تشنج حراري في نفس اليوم.

٣-إذا كان التشنج موضعياً ولا يشمل الجسم كافة.

٤-إذا أصيب الطفل بالتشنجات الحرارية قبل تسعة أشهر من العمر.

٥-إذا كان هناك للطفل تاريخ مرضي لإعاقة ذهنية أو حركية قبل بدء التشنجات الحرارية.

٦-تاريخ عائلي( من أقارب الدرجة الأولى) للصرع.

د.صالح فخري العجلوني مستشار أول دماغ وأعصاب أطفال

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى