قواعد المعارك العشر .. القاعدة الثالثة: الروح القتالية

قواعد #المعارك العشر .. القاعدة الثالثة: #الروح_القتالية
م. #أنس_معابرة

تحدثنا حتى الآن عن قاعدتين من قواعد المعارك؛ أولاً: الجاهزية، وثانياً: السرعة، واليوم نناقش القاعدة الثالثة الهامة من قواعد الفوز بالمعارك، بل هي واحدة من أهم أسس الفوز بأي معركة.

الروح القتالية أو الروح المعنوية هي الدافع الداخلي الذي يدفعك لخوض أي معركة أو نِزال، يدفعك تجاه تحقيق هدف ما، مستخدماً إمكانياتك وقدراتك كاملة، ومتحمّلاً للصعوبات التي من الممكن أن تواجهها في سبيل تحقيق ذلك الهدف.

تُعتبر الروح القتالية المرتفعة أساساً هاماً للفوز في المعركة، وتعتمد إعتماداً مباشرة على نفسيتك وحالتك المزاجية، التي تنعكس بالضرورة عن القيم الكامنة في نفسك، والأهداف التي تتطلع اليها، والاستعدادات التي قمت بها من أجل المعركة.

مقالات ذات صلة

وتحتاج الروح القتالية إلى الإعداد النفسي للمعركة، وتقبّل إمكانية هزيمة الخصم والإطاحة به، والإعتقاد أيضاً بقدراتك الكاملة على الفوز بالمعركة.

والروح القتالية قد تكون سبباً في إنتصارك أو هزيمتك قبل بداية المعركة أصلاً، قد تزيد من قوتك خلال المعركة أو تُضعفها، وقد يقرأ الخصم غيابها من عيونك، فيستعمل غيابها سلاحاً ضدك، لتكون الهزيمة الساحقة لك، أو أن يدرك وجودها لديك، فترتعد فرائصه خوفاً، ويدب الهلع في قلبه، لتفوز أنت.

لقد غابت الروح القتالية عن بني إسرائيل قبل لقائهم العماليق، ورفضوا الدخول في المعركة، وقد كانوا مهزومين قبل بدايتها أصلاً، ولكن فئة قليلة منهم تمتعوا بروح قتالية مرتفعة، نابعة من إيمان كامل بالله والنبي والرسالة التي جاء بها، فدخلوا المعركة بروح قتالية مرتفعة كانت سبباً في فوزهم، على الرغم من قلة العدد والعُدة.

ولو نظرت في السيرة النبوية الشريفة، وقلّبت صفحات التاريخ، ستجد أنّ عدد جيوش الخير وعُدتهم، عادة ما تكون أقل من فئة الشر وأتباعه، ولكن نادراً ما تفوز تلك الأخيرة، حيث تجد الروح القتالية المرتفعة لدى الأولى، ولكنها تغيب عن الفئة الثانية.

يمكن القول بأن الروح القتالية مثلها كمثل الرائحة التي يشتمها خصمك منك، قد تخبره هذه الرائحة بخوفك، فترتفع الروح القتالية لديه، ويتمكن من حسم المعركة لصالحه سريعاً. وقد يشتم خصمك رائحة الثقة بالنفس والإعتماد على الله، والأخذ بالأسباب، والروح القتالية المرتفعة، عندها تهبط روحه المعنوية للمستويات الدنيا، وقد يعلن إستسلامه قبل نشوب المعركة.

لماذا يخشى الفيل الأسد؟ وبإمكانه حمل الأسد بخرطومه وإلقاءه لمئات الأمتار، أو أن يدوسه بقدمه ليحوله إلى أشلاء، ولكنه علم تماماً أن الأسد ملك الغابة الجبار، الذي بإمكانه تمزيق جثث ضحاياه، فأعلن الإستسلام الكامل للأسد، أسوة بباقي الحيوانات في الغابة.

حتى تملك الروح القتالية العالية التي تمكنك الفوز في النِزال، وجب عليك أن تكون مستعداً جيداً للمعركة، وأن تؤمن تماماً أن للنصر شروط وواجبات، وأن تتوافر تلك الشروط بك.

كما وجب عليك الإعتقاد إلى جانب العمل، فإن كانت قضيتك تستحق التضحية من أجلها؛ كنت أسداً شرساً في الدفاع عنها، مستخدماً كل وسائلك الدفاعية والهجومية أيضاً.

نصيحة هامة أخيرة؛ إن أردت أن تدافع عن قضية، أو أردت أن تدخل معركة لتخوض نِزالاً، تأكد من أن القضية التي اخترتها تستحق التضحية التي ستبذلها في سبيلها، وتأكد بأنها قضية على طريق الحق، وعلى الجانب الصحيح، فالبعض قد يختار قضية فاشلة من الأساس، وعندها لا ينفع معها الروح القتالية لأشجع البشر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى