الى رئيس الجامعة الأردنية/ م. أسعد البعيجات

الرِّق في اللغة: هو الضعف، ومنه رقة القلب، والضعف هنا ليس المقصود منه ضعفَ الجسد؛ فلربما وُجِد من العبيد من هم جسديًّا أقوى من الأحرار، والرِّق بكسر الراء من العبودية، واسترقَّ مملوكه: (أرقَّه)، وهو ضد أعتق مملوكه، والرقيق هو المملوك واحدًا وجمعًا.

وفي الاصطلاح: الرقيق أو – العبد – هو إنسان محروم من الأهلية، وهو مملوك لإنسان غيره، يتصرف فيه تصرُّفَه بملكه، فله أن يستخدمه ويؤجِّره ويرهنه ويبيعه ويهبه.

والرِّقُ وُجِد مع بدايات المجتمعات الإنسانية الأولى، حيث أوجده القويُّ على الضعيف؛ لتخليصه من الأعمال المتعبة له، ومن هنا كان الرق.

إن الاسترقاق عرَفَتْه جميع الحضارات القديمة، منذ نشأة هذه المجتمعات التي كوَّنتْ شعوبًا وأممًا وحضارات، فجميع الحضارات القديمة شهدت وجود الرقيق، ففي الهند القديمة والحديثة حددت شريعة (مانو) البرهمية درجة (السودرا)، وهم يماثلون الرقيق الذين هم من الطبقة (الدنيئة)، ويماثلهم اليوم في الهند طبقة (المنبوذين)، ويماثلها في ذلك الحضارة الفارسية وحضارات العراق القديمة والرومان واليونان والإغريق، فمدينة أثينا التاريخية كان عدد سكانها عشرين ألفًا، وكانت تسترق أكثر من أربعمائة ألف.

مقالات ذات صلة

هذا، ولم ينكر فلاسفة اليونان في مجتمعاتهم مسألة الرقيق، فكان أفلاطون يقول: “إن الله يسلب الرجل نصف عقله متى وقع في الرِّق”.

ويقول أرسطو: “إن الطبيعة أوجدت رجالاً للأمر والسيطرة، وآخرين للطاعة والخضوع، فالعبيد خُلِقوا للخضوع والطاعة ”

في العصر الحالي أستمر الاسترقاق على نطاق أوسع وجه قبل كان يتم جلب عنوه و بيع الرقيق وهم عُراه حتى يتم فحصهم الأن أصبحوا يلبسوا بدلات وكرافات ويذهبوا الى سوق البيع بأرادتهم.

فتجد كاتب يبيع نفسه مقابل منصب مدير مركز فيهاجم لقمة الطالب وعيشه.

وكاتب اخر يبيع نفسه من أجل البقاء في الكتابة في احد الأعمدة في احدى الجرائد فيهاجم عفة الطالبة في جامعة اليرموك بحجج داعشية فاشية.

ورئيس وزراء يبيع نفسه مقابل قصر في دابوق او منصب لأحد ابناءه فلا يوفر في الطبقة الفقيرة إلاً ولا ذمه.

ووزير يبيع نفسه مقابل نُمره في الاغوار او منحة لأحد الأبناء مقابل الصمت وهز رأسه في كل أجتماع والخروج الى دورة المياة أثناء القرارات المصيرية فيرجع رافعاً أصابعه الخمسة بالموافقة على كل القرارات .

ومدير مركز دراسات واستشارات راتبه من رسوم الطلبة يبيع نفسه مقابل بقاءه في موقعه او التجديد له فيهاجم عدالة ومشروعية مطالب الطلبة ويربطها بجهات خارجية.

وأستاذ جامعي يبيع نفسه مقابل الحصول على جزء من كعك العيد عند أنجاز المهمة فيهاجم هجوم ٣٦٠ درجة غير مميز بين الحق والباطل.

ومدير احد المصانع يبيع نفسه مقابل بقاءه في موقعة فيهاجم صرخات الطلبة وذويهم وينسبه الاعتصام الى جهات حزبية مقابل تجديد او ترفيع .

ونائب يبيع نفسه مقابل تزفيت دخله او تعين احد الاقارب في وظيفة من الدرجة الثالثة مقابل ضمان صوته الانتخابي في الأيام القادمة . فلا تسمع صوته الا في جلسه منح الثقة للحكومة قائلاً ثقة ويرجع الى سباته القديم لحين تشكيل حكومة جديدة ليمنح الثقة مرة أخرى.

ورئيس جامعة يبيع نفسه من أجل رئاسة وتناحة عقل فيهاجم طلبة الاردنية بأقبح الصفات من مشروبات روحية ومخدرات .

أي رئيس هذا الذي يهدم هذه المؤسسة ويهاجم احد أركان هذه المؤسسة التعليمية وهو الطالب.

هذا يقودنا الى السؤال ما هي مؤهلاته التي اوصلته الى هذا الموقع غير المنسف والهيطلية والتوريث ؟

طلبة الجامعات الاردنية يا رئيس الجامعة لهم سمعتهم في الجامعات الامريكية والكندية بناها جيل كامل من المغتربين على مدار ٤٠ سنة مضت .

في السابق عندما كنت تقدم أوراقك لدى الجامعات في امريكا الشمالية الولايات المتحدة وكندا كان يُطلب من الطالب مواد استدراكية لفحص قدارته والتأكد أن علامات هذا الطالب صحيحة الى ان وصلت بعض الجامعات الى معرفة تامة بطلبة الجامعات الاردنية حتى مع تقديرهم المنخفض في المعدل التراكمي تجدهم متفوقين على الطلبة الصينيين والهنود ذوي المعدل التراكمي الأعلى في نفس التخصص.

فتجد طالب الجامعات الاردنية بمعدل جيد يوازي طلاب من جامعات ممن يحملون معدلات الامتيار.

لقد بنى هذا الجيل سمعة للاجيال القادمة فأصبح طلب خريجوا الجامعات الاردنية محط اهتمام . فتجد البروفسور في جامعات الغرب يقبل الطالب ويقول له كان عندي طالب خريج نفس جامعتك في الاْردن وكان مجتهد.

لم تُبنى هذه السمعة يا رئيس الجامعة وأكياس المخدرات في جيوب الطلبة الاردنية في امريكا وكندا ؟

لم تبني هذه السمعة يا رئيس الجامعة و ” وترنك ” السيارة مليء بزجاجات الخمر ؟

بُنيت هذه السمعة يا رئيس الجامعة وأكياس ساندويشات الزيت والزعتر فطورنا وغداءنا وعشاءنا.

سمعة جامعاتنا بنيت على اكتاف المعلمين والمهندسين والأطباء والاداريين في دول الخليج .

بنيت بسهر الليالي في الغربة.
بنيت ب رد الجميل للأساتذة الأفاضل الذي في الاردنية واليرموك والتكنولوجيا ومؤتة .

بنيت بدموع طالب مغترب توفت والدته او والده وهو في الغربة
ولم يشارك في جنازتهم سوى عن طريق الهاتف .

اي رئيس هذا الذي يهدم ولا يبني ؟

اي رئيس مؤسسة تعليمية هذا الذي لا يرى أبعد من مكتب السكرتيرة لا بل لا يرى أبعد من مكتّة التدخين التي أمامه ؟

حتى لو جدلاً كلامك صحيح
هل هذه طريقة معالجة لتلك المشكلة ؟
وأين أنت ودوائر جامعتك منها في السنوات الماضية ؟

( لا يفاجأ من خبر دهاليز تعيين المسؤولين في بلادنا برداءة ادارتهم وارتفاع عقيرتهم باتهامات يتقيأونها كلما طالب ذو حق بحقه او عبر عن رأيه بحرية يكفلها الدستور الذي لا يلقي له بالا من جاء بهؤلاء الى مناصبهم وعلى طريقة “جوزك وان راد الله” ..
يقتلني الحزن عندما ارى مؤسساتنا التعليمية تدار بعقلية القلاع … وقد رأينا من وسد اليهم الامر يبررون فشلهم ورداءة مستواهم الاداري بوصف طلابنا المطالبين بحقوقهم بالمغرضين و اصحاب الاجندة الخارجية ثم يستنجدون بعكاشات الاعلام الذين كشفت عوراتهم منذ امد ليفرزوا قيح اقلامهم المسمومة محرضين على طلبة نذروا جهدهم ووقتهم للدفاع عن لقمة عيش ذويهم واهليهم ….
محزن جدا حال مؤسسانتا التعليمية و مريع جدا مستوى الانحدار في مخرجات التعليم التي ما عادت تدار مؤسساته الا بأساليب اكل عليها الدهر وشرب …
اذا لم تتحلوا بالحكمة فما اجمل ان تتحلوا بالشجاعة فتقرون بعجزكم و ترحلون – د. عمار الخوالدة )

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى