فليسقط التضامن العربي

فليسقط التضامن العربي
يوسف غيشان

في كتابه الرائع (سياف الزهور) قرأت عبارة للساخر الأعظم الشاعر السوري الكبير محمد الماغوط، لم افهمها في البداية، وواصلت القراءة، لكني لما أخذت وضعا أفقيا على الفراش تمهيدا لمحاولة النوم صدمتني هذه العبارة كشاحنة مكتظة بأطنان من القمع العربي، فما عدت قادرا على النوم ولا على العودة الى الوضع العمودي … فأنا مدهوش ومدهوس وعاجز حتى عن الرجوع الى الكتاب لاقتباس النص الحرفي. لذلك سوف أشلفق لكم النص من ذاكرتي المثقوبة كأرواح الفقراء.
تقول العبارة ما معناه، أن التضامن العربي أخطر من الخلافات العربية.
كم اتمنى لو اترك المقال هنا مع شبر فراغ لتكتبوا فيه مشاعركم خلال صدمة الحقيقة الشرسة التي تضعها أمامنا هذه العبارة. لكني لو فعلت ذلك لربما اعتبره البعض تهربا من الكتابة، لذلك انا مضطر للتحدث حول تداعيا ت زيارة هذه الحقيقة المفجعة لضمائرنا المثقوبة كخزائن الوطن.
تخيلوا الحقيقة المفجعة:
التضامن العربي أخطر من الخلافات العربية …. يا للهول، على طريقة يوسف وهبي…
أن تنقلب الطاسة على رؤوسنا بحيث يصير الخير شرا والشر خيرا،
الشمال جنوبا او جنونا لا فرق
الأبيض أسود والأسود أشد اسوداد
الفرح حزنا والحزن ترحا.
تخيلوا التضامن العربي بين دولتين أو أكثر حتى ولو كان على مستوى وزراء الداخلية العرب … تخيلوا كم يجر هذا من مصائب وكوارث على المعارضين واللاجئين السياسيين الذين سوف يتم تسليمهم بضمير مرتاح تماما (فالقانون قانون) وسوف توغل كل دولة عربية في قمع المعارضين جسديا (على الأقل) دون أن تخشي النق عليها من الأشقاء أو أن يوفر هؤلاء الملاذ الآمن للمعارضين (كما يفعلون هم)
… تخيلوا معاملات التسليم والاستلام للمعارضين على الحدود والمطارات … تخيلوا ما يوفره التضامن العربي من مقابر جماعية حيث تتجسد الوحدة الوطنية في (أبهى صورها)
سوف أسدّ فمي هنا على مصراعيه… لأني أرى في الأفق تضامنا عربيا قادما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى