الوزارة التاٸهة والثانوية العامة

الوزارة التاٸهة والثانوية العامة
شبلي العجارمة

قبلنا أن يکون کل ما هو دون الثانوية العامة حقلاً لتجارب وزارة التربية والتعليم ,وهذا الرضا المغصوب والمکره لم يکن فقط في العهد والظرف الکوروني الصعب والاستثناٸي هذا بل کان قبل هذا بکثير, فقد تجرعنا مرارات تغيير المناهج الذي وصل حد المسخ التربوي ,حتی أن هذه التجارب لم تکن وحدها بل أن هناك ما هو أنکی منها وأشد دهاءً ومکراً,فقد هرولت وزارة التربية والتعليم برمتها حتی ارتمت في أحضان مٶسسات وأكاديميات في ظاهرها الرحمة وفي باطنها التجارة والعذاب دون أدنی حساب لنتاٸج هذه الهرولة علی الصعيد الطلابي والشعبي والوطني حتی عصفت هذه الهرولة بالعملية التربوية برمتها, فقد رضيت هي وزارة التربية والتعليم المتخبطة في کل قراراتها ذات يومٍ وأزمة بأن تجعل من الطالب وهو الحلقة الأضعف أن يکون ورقة الرهان وجوکر الضغط لکسب بعض المواقف التي أحرجت الوزارة والوطن الأمر الذي أودی بهذه الوزارة بفقدان بوصلة إدارة إحدی الأزمات لعدم وجود بداٸل من ذي قبل ,فقد خسرت کل جولات المکاسرة والمباطحة وأذعنت وأتت طاٸعة مستسلمة بلا أدنی شروط تحقق لها الکرامة والهيبة ولو من باب الرمزية.
وبقيت علی نهجها الذي تنتهجه منذ أزمنة نهج البرکة والصدفة والحيط الحيط ويا رب شباك عالي ,وجاء الحاٸط القصير ومعه النافذة الأوطأ ,نعم هي كورونا بکل غرابيلها وکرابيلها ومناخلها ومذاريها ,فقد هزت الطيب قبل الخبيث ليتمايز أحدهما عن الأخر,ووسط هوجاء الضجة ومعمعية الحدث حاول وزير التربية وکل أصحاب القرار بترتيب الأوراق من خلال الظهور علی شاشات الإعلام کما کانت العادة أحاديث وفرضيات مهدٸة للدوشة والاحتجاج وتطمينات لا تنتمي لأدنی معايير الصدق والتطبيق الحقيقيين ,عصفت الريح أکثر وتعرت شجرة التوت أكثر.
فالملايين التي تم الحديث عنها و بثها عبر حلقات زمن الرخاء ولقاءات التلفزة برصدها لعلمية التعليم عن بعد والتحول تدريجياً للتعليم اللوحي الرقمي ما کانت إلا فواصل دعاٸية ونظريات تعتمد علی هبات الخرداوات والسکرابات التي تتصدق بها بعض الجامعات الخاصة والمٶسسات التعليمية الخاصة بعد انتهاء مدة صلاحيتها من حواسيب وشبکات باتت جاثمة خلف ستاٸر مختبرات حواسيب المدارس دون أدنی حراك فقط کانت من أجل تعبٸة يوم مصور ومبثوث للوزير المبجل بفعالية لا تتعدی سوی مادة إعلامية من باب هينا بنشتغل وعلی عينك يا تاجر تبدأ الحکاية بطالب جميل أو فتاة حسناء يحمل مخدة المقص للوزير وجولة في أروقة المنجز الصامت والهامد وتنتهي بحفلة الموالح والسکاکر واستقبال ووداع فرقة الکشافة والمرشدات للوزير ورفاقه وأعيان القری والمدن .
بيادر التطمينات وکومة قش الوعود من قبل جسد الوزارة بأن الوزارة التاٸهة والناٸمة مش نايمة علی ودانها علی رأي المصريين وأنها تراقب وترصد وتقدر حتی الوضع النفسي للطالب ولأولياء الأمور ,تکشفت أن الوزارة باتت تغط في سبات عميق وانفصام غير مبرر لم نشهده من قبل حتی زمن تواضع الإمکانات ,أضاعت الوزارة البوصلة وفقدت خريطة تقدير الموقف وباتت في موقفٍ لا تحسد عليه,من تعنت بمنصة التعليم المتوقف علی إمکانية الطالب وذويه وتفاوت هذه الإمکانيات وکذلك المراهنة علی جودة شبکة الإنترنت المزاجية والمتذبذبة حتی علی مستوی المواطن العادي علی هاتفه الخاص في متابعة أمرٍ ما .
لقد غضضنا البصر عن بقية المراحل علی أمل التعويض وإيجاد بداٸل بعد انفراج الأزمة ,لکن أن يصل التخبط والتخبيص للمرحلة الثانوية العامة في وضع برنامج امتحان لا يمثل وزارة يعول عليها الشعب الأردني كثيرا ولا يمثل هذا التخبط وجهة نظر الشعب الذي تجرع من هذه الوزارة أشد المرارات وخاصة بعد عقد امتحانين في يوم واحد لأکثرمن مادة وأکثر من جلسة .
سلق الفشل وطبخ التخبط والإحباط بطريقة المقادير العشواٸية علی نار غير منضبطة سوف يسقط أخر ورقة للتوت من علی عورة وزارة التربية والتعليم وقد انکشفت سوأتها وسوف يقوم بشعط الطبخة بکل مقاديرها التي سيستفرغها أولياء الأمور قبل أبناٸهم حينها قد توصف الوزارة بالطباخة الخرقاء التي حرقت الطبخة في زمن الجوع ولم تحسن إدارة المقادير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى