.الذيب وذيله..

[review]

الاثنين 28-11-2011

 

النص الأصلي

مقالات ذات صلة


أُشفق جداً على الرجل ، طوال العام هو وطاقمه "المحاسبي" ، يدققون ، يكتشفون ، يوثقون، يبلغون، يراسلون ، يطبعون..يعدون تقريراً "اخو اخته" مكون من مئات الصفحات، ويحتوي على عشرات التجاوزات وقضايا الفساد المثبتة في الوزارات والمؤسسات الحكومية ..يجلّدونه تجليداً حرارياً ليليق بمن سيقدمونه اليه..و في نشرة الثامنة  يقف رئيس ديوان المحاسبه "وعرقه بيشرّ " وبابتسامة طفيفة للكاميرا  يسلم رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء تقرير الديوان للعام الماضي..يتسلم المعنيون "التقرير" يجاملونه قليلاً، مقرين تعبه وجهده شاكرين حرصه على المال العام…وبعد خروجه من المكتب…يعطى التقرير "لأي حدا عنده ولد توجيهي وبده ورق حلّ" ليخربش عليه..!!


 


التقرير في كل سنة يشير بشدة الى ضعف عملية استعادة المال العام الذي تم أخذه بطريقة غير مشروعة..والحكومة كل سنة  "تطنّشه" بشده ايضاَ ..فمثلاً ما تم استرداده من مال عام ضائع  من مختلف دوائر المملكة بلغ بحدود (709) ألاف دينار أي ما نسبة 5% من مجموع القضايا المطروحة للتنفيذ حسب التقرير..بمعنى 709 من اصل 14 مليوناً "طارن بالهوا شاشي"..هذا عدا عن مئات الملايين التي "تمزط هنا وهناك" ولا يستطيع ديوان المحاسبة ولا ديوان "المناتفة" ان يفتحها أو أن يطلع عليها حتى..


 


في كل سنة يبذل ديوان المحاسبة قصارى جهده، ويقدم تقريره بحماس ولهفة منقطة النظير للمعنيين ..معتقداً انه قد "جاب الذيب من ذيله" للدولة …لكن ما ان يعود الرجل الى ديوانه ويجلس على كرسيه ، حتى يطبطبون على "الذيب و ذيله" ثم يطلقونه من جديد ليأكل حلال الوطن..


 


أحمد حسن الزعبي


ahmedalzoubi@hotmail.com


 


 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى