مياه اليرموك ….بهدلتونا / علي الشريف

مياه اليرموك ….بهدلتونا

للامانة انا لا اعرف كيف ابدا مقالتي هذه ففيها هم يضحك وهم يبكي وفيها قصة لو حدثت في احدى الدول المتقدمة لاقيل وزير المياه وحوكم مدير الشركة ومعه جباة الفواتير.
بكل اختصار هناك شخص باع بيته قبل ما يقارب 14 عام ميلادي لكنه لم يتنازل عن عداد الهواء اسف عداد الماء المسجل باسمه وبعد اربعة عشر عاما تقوم شركة مياه اليرموك بالحجز على الاموال المنقولة وغير المنقولة لهذا الشخص بحجة عدم دفع اثمان المياه على امتداد 14 عاما.
الله اكبر بعد 14 عاما تذكرت الشركة ان هناك شخص استمر يصرف مياه لمدة اربعة عشر عاما ولم يدفع فاين كانت واين كان من يقرا العدادات ولماذا لم تقم الشركة منذ اربعة عشر عاما بفصل المياه عن الرجل علما انها لا تتوانى عن شمع العدادات بالشمع الاحمر وتزيينه بميدالية مكتوب عليها مفصول اذا ما تاخر الدفع لدورتين او ثلاثه على الاقل.
شركة مياه اليرموك حدث ولا حرج فهي التي لا تصبر على الفواتير صبرت اكثر من ايوب بل انتظرت 14 سنه لكي تكتشف ان عدادا لا يدفع والمصيبة ان هناك دوره بلغت مصرفاتها ما يقارب 500 مترعلى نفس العداد وانا اتكلم عن دورة واحده.
ربما يستغرب البعض الامر ولكن صاحب القصة على قيد الحياة واسمه محمود نجيب عبنده وهو للان لا زال يعاني من الحجز التحفظي على املاكه نتيجة محاسبته على خطا اقترفته الشركة ولم يقترفه هو وخطا اقترفه جابي العدادات او القاريء حين كان لا يقرا ولا يكتب بل يقدر تقديرا خرافيا والمصيبة ان المواطن سيدفع ثمن هذا الخطا.
القصة المضحكة ايضا تحدث عندي انا فانا اسكن بشقة من عمارة مكونه من 15 شقه فيها ما يقارب 70 شخص ثلاثة ارباعهم اطفال و ننتظر الدور كل اثنين او عند بداية الثلاثاء ولكن الضخ يبدا بعد الثالثة صباحا وينتهي عند التاسعة من نفس اليوم وصباحا .
المفارقة ان المياه تصل الى شقتين وباقي الشقق يكون الري بالتنقيط ان وصلت الى حد التنقيط ورغم ان السكان تقدموا بشكوى للمحافظ وللشركة الا ان الامور لم تحل والاغرب صديقي في بني عبيد منذ عام ونصف لم تصله نقطة واحده ودفع اكثر من 2000 دينار اثمان مياه مشتراه والمفارقه ان جيرانه يفصله عنهم شارع بعرض مترين تكون المياه عندهم دفق.
تتعدد الحكايات وكلما راجع احد او اعترض يسمع السيمفونية المعهودة والتي اصبحت نشازا فاضخا بقولهم وتبريرهم ان هناك تمدد سكاني وهناك عملية غسل للخطوط وهناك اعادة تمديد للخط الياباني وهناك وهناك مما يعني ان هناك افلاس مدقع وضعف كبير في مسالة ادارة شركة مياه اليرموك وعدم قدرتهم على التوزيع بالشكل الصحيح الامر الذي ينتج تبريرات تافهة وكاني بهم يريدون ان يقتلوا الناس عطشا دون وازع من ضمير .
لا اريد ان اطيل ولكن اريد ان اسال شركة مياه اليرموك كم مواطن مثل عبنده ومثلي ومثل صديقي الان في اربد وكم من مواطنين لا تاتيهم المياه وتحديدا في الحي الشرقي ويدفعون ، وان اتتهم فكم عدد الساعات التي يمكن لهم ان يستفيدوا منها فهل الوقت كافي لان يملا خزاناتهم او حتى برميل واحد ليكفيهم اسبوع كامل او اسبوعين وربما اكثر فالامر حسب رغبتكم.
واريد ان اسالكم كم من فقير يسكن بالايجار ولا يستطيع شراء تنكات المياه وينتظر المياه كل اسبوع كانه ينتظر مولودا او عروسا تزفها الفارده وربما ياتي المولود مسخا وربما تنقلب الفاردة بالعروس فيعود للانتظار من جديد.
اذا كانت المياه لا تنقطع عند حضراتكم كمسؤولين في مياه اليرموك واذا كنتم تعتقدون انكم بذلك تمارسون سياسة التوفير المائي بقطعها عن احياء كامله وضخها لاحياء اخرى فبذلك عليكم ان تعترفوا بجهلكم المدقع في ادارة الامر وعليكم ان تعودوا الى سيرة سلفكم الفرنسي الذي كانت الامور في عهده ممتازة ذاك اننا لم نسمع شكوى واحده من اي شخص.
الاخوة في شركة مياه اليرموك حاسبوا انفسكم قبل ان يحاسبكم الله افتحوا المياه على الناس قبل ان ياذن الله بفتح اخرتكم وعندها ماذا ستقولون له عن الاطفال والمرضى وكبار السن ثم حاسبوا الجابي الذي غاب 14 عاما ولم يقرا او حاسبوا انفسكم انتم اولا لانكم اهملتم موضوعا استمر طيلة هذا الوقت ولا تحملوا وزره لغيركم..
مصيبة ان كنا نسهر ننتظر المياه حتى تاتي ومصيبة اكبر انكم لا تحققون العدالة بالتوزيع وكان هناك خصومة بينكم وبين اشخاص تعاقبون بسببها تجمعات سكانية كبيرة صدقوني .. العيب فيكم انتم وليس بالناس. اي بشرفي تخنتوها وبهدلتونا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى