النقل والمواصلات طوقان لنجاة الأردن / عبد الفتاح طوقان

النقل والمواصلات طوقان لنجاة الأردن

النقل والمواصلات أمر بالغ الأهمية للدولة الأردنية وطوق نجاة اقتصادي إذا ما أحسن ادارته ووضعت استراتيجية تعتمد الدور الرئيس الذي على اساسه انشئت امارة شرق الأردن.

من هذا المنطلق يجب ان ينظر الي وزارة النقل و للمواصلات كطوقين لنجاة الأردن و ان يتوجه خيار تعيين وزيرا لها الي منظور اقتصادي واستراتيجي عوضا من منظور شللي تنفعي او توزيع جغرافي للمناصب الحكومية كما هو سائد، وان تصبح وزارة للنقل والمواصلات طوق النجاة و الرافعة المالية لدخ الدولة.

إن للخدمات اللوجستية وفعالية سلسلة التوريد عبر الأردن دور يؤثر في جميع القضايا الرئيسية في المنطقة التي حبي الله الأردن بأهميتها الجغرافية وموقعها المتوسط والمتعلقة بفعالية اللوجستيات وسلسلة التوريدات العالمية بين الشرق والغرب لتلبية المتطلبات الديناميكية لسلسلة احتياجات التوريد للأسواق العالمية وإعادة التصدير.

مقالات ذات صلة

لذا فأن اختيار وزير مختص ذو كفاءة عالية وخبرات عالمية ورؤية يجب أن تكون لدي استراتيجية رئيس الحكومة د. عمر الرزاز حتى تصبح الوزارة ديناميكية ورافدا للدخل وتطوير مفاهيم الدور الأردني في المنطقة من حيث أن تكون مستجيبة وجاهزة لشرايين الامداد سواء من طرق، سكك حديد، مطارات و طيران، خطوط نقل الغاز والنفط، والملاحة لتأمين متطلبات الخدمة والتكلفة لدول الجوار ولتصدير المنتجات الأردنية بالإضافة الي النقل الداخلي و مشاريع ربط المحافظات ببعضها عبر وسائل حديثة و مشاريع داخل المدن تسهل حركة الموظفين والانتقالات اليومية مم يحقق عائدا للدولة من جهة و يقدم المواطن شيئا ملموسا خدميا مقابل الضرائب التي يدفعها .

واقصد ان المواصلات عنصراً أساسياً في عملية النقل اللوجستي وسلسلة التوريد التي تمتد من الأردن وصولاً إلى الدول الاسيوية والافريقية وبالعكس. وهي تشمل حركة البضائع والمنتجات والمواطنين ضمن مثلث الخدمة والسرعة والتكلفة التي هي ثلاثة من القضايا الرئيسية الخمس للخدمات اللوجستية الفعالة لاقتصاديات الدولة الأردنية. كما أنها تؤثر على الخدمات اللوجستية الأخرى – حركة المعلومات والتكامل داخل وخارج الأردن.

إن استراتيجية النقل المطلوبة هي أن تكون فعالة في إدارة سلسلة موارد الدولة وشبكاتها وشرايينها التواصلية والغاء بيروقراطيات العمل وتحويلها الي وزارة النقل الذكي المرتبطة الكترونيا بكل المنافذ والحدود ومع الشركات والشاحنين والمصدرين وغيرهم، لا تلعب وزارة ضد أخرى ولا تعيق احداهما الأخرى بل تكمل كل منهم الأخرى وتتناغم لتحقيق أفضل سبل ممارسات النقل وتقديم الخدمات للدول والشركات معا عبر نوافذ وبرمجيات هاتفية.

إن نجاح الاستراتيجية لا ينبض بالنسب الي رئيس الحكومة او صداقته او ان يكون الوزير من شلته بل هي وسيلة عملية وعلمية للرد على نواقص ديناميكيات عمل الوزارة من منطلق خدمة الأردن لا التقرب التحبب لرئيس الوزارة واجنداته الخاصة.

الاستراتيجية، بغض النظر يجب أن تعترف بمتطلبات الدولة وتحقيق رضا المتعاملين وان تؤمن حركة مستمرة وفعالة للمنتجات والمواد المصدرة والمستوردة والمعاد تصديرها، لذلك يجب أن يعكس برنامج النقل تلبية احتياجات الدول المجاورة من حيث الوقت المناسب وجوانب الخدمة للنقل اللذان هما أمران حيويان.

إن القدرة على امتلاك برنامج مواصلات متطور وحديث وتحسين خدامات النقل يمكن أن يوفر دخلا عاليا للأردن ويحقق رضا الدول المجاورة ويفعل اتفاقيات التعاون ويمكن أن يمنح الاردن ميزة تنافسية تضاهي قناة السويس ودبي من جهة وتكملهما من جهة اخري.

اهتمام رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز يحب ان يصب في النقل والمواصلات الذكية (smart transportation) مع إيجاد رؤية لوزير حقيقي – غير موظف برتبة مدير يتقاضى راتب وزير – قادر ان يتعامل مع الحجم الاقتصادي للنقل والمواصلات الذكية مما يخلق مصلحة تنافسية للأردن.

ولكن هناك جانب آخر لهذا الاهتمام، حيث لا يمكن تقسيم الوزارات حسب الجغرافيا وتوزيع المقاعد على المحاسيب وإرضاء الأجهزة وتنسيباتها وبين العديد من أقارب النواب لاسترضاء اصواتهم.

لا يمكن في الوضع الحالي، مع مديونية عالية وحالة من الإفلاس القيام المقامرة مجددا باختيار وزير غير كفؤ وضعيف , والذي يصنف بأنه الغائب الحاضربذلك لسببين. أولا، عندما يقوم رئيس الحكومة بذلك فأنه تكسير لصلابة الفكر الحكومي لمستقبل الدولة، ويقوم بكسر مركز الدولة التفاوضي مع دول الجوار في تشريعات للنقل والمواصلات تؤمن الرافعة المالية للموارد من خلال حسن استغلال موقع الأردن وأهميته لقطاع النقل في المنطقة. ثانيًا، لن تتمكن الحكومة من تطوير تحالفات قوية والتي تحتاجها لتلبية متطلبات الشعب في التغيير لتحقيق النجاح.

يتطلب نجاح الحكومة في التعديل الحكومي هذا الأسبوع والمرتقب حسب تصريخ رئيس الحكومة يحب ان يلتزم بتطوير برامج اختيار الوزراء وخصوصا النقل والمواصلات المهملان، والاستجابة لسلسلة المتطلبات الشعبية بأن تكون المواصلات سريعة الاستجابة لخدمة المواطنين من جهة وتخلق ميزة تنافسية عالمية من جهة اخري جديرة بالاستحقاق الاردني.

القيام بذلك، بعيدا عن معلبات الوزراء المنتهية الصلاحية، يعني التركيز مع الوطن والمواطن ويصنع الامل.
aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى