إلا المدينة / صالح عربيات

إلا المدينة

من مدينة (الحبيب) التي شاع منها الحق والعدل الى كل المعمورة ، ومن المدينة التي لا يحجب نورها وخشوعها عن الخالق غيم أو سماء ، ومن المدينة التي أرادها الله واحة للإيمان والخشوع .. يدخلها المترجفون ليكدروا صفو العابدين وخشوعهم بأحزمة الجهل والضلالة!!

من فوقها تتفتح السماوات لكل داع يطلب العفو والمغفرة وقال الحق: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” ، فإن كانت ظلال الرحمن تخيم في كل مكان فكيف بأطهر بقع الأرض وأقدسها وفي العشر الأواخر من رمضان ، هؤلاء الجهلة والمبغضون كان يكفيهم السلام على مرقد الحبيب والصلاة بحجرته الشريفة ليشفع لهم .. فلماذا تركوا كل هذا اليسر في الدين وشفاعة أطهر الخلق ، واختاروا الدماء والأحزمة وشفاعة أمراء الجهل؟!

من يترك مرافقة الأنبياء والشهداء والصديقين أحباب الله ، ويرافق بشرا قد لا يعترف بجهادهم وأحزمتهم وضلالتهم الله ، من يترك تلك الليالي العظيمة بالدعاء والابتهال ومناجاة الخالق ليعتقنا من النار ، ويختار الدم والقتل وترويع المصلين ليسلك أقصر الطرق الى النار ، من يترك السجود والدعاء على أطهر بقع الارض ، ويختار أن يفجر ويروع ليدنس أطهر بقاع الارض .

تريد الأجر (ليلة القدر خير من ألف شهر) ، تريد المغفرة “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا” ، تريد الهداية “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ” ، تريد الجنة “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ”.

هذا دستور الرحمن وكتابه العظيم ، فيه الأجر والثواب، والجنة إن كنت تريدها دون حاجة الى أحزمة والى قتل والى ترويع إن كان فيكم ذرة عقل أو أيمان.

كم أصبحنا نشتاق الى يوم الحساب لنرى من سيدخل الجنة، عابد أقام عباداته ، أم جاهل فجر حزامه ، اللهم وعدك الحق “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَم خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا” فكيف إن كان هذا المؤمن ساجدا خاشعا صائما عند حبيبك رسول الله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى