حديث سواليف الرمضاني 23 : وَلَكَ يَا بُنَيَّ مِثْلَهُ 2

سواليف – خاص – د.منتصر بركات الزعبي

وإليكم صورا أخرى للعقوق تتقطع لها القلوب لعل فيها موعظة لمن ألقى السمع وهو شهيد: الصُّورَةُ الثَّانِيةُ : عرب نيوز – اعتَقَلَتْ الشُّرْطَةُ التُونُسِيَّةُ رجُلاً بِمُحَاَفظَةِ قَاِبسْ (جَنُوبِ العَاصِمَةِ) وَضَعَ والدَتَهُ العجُوزَ داخِلَ كِيسٍ كَبِيرٍ ثمَّ ألقَى بِها فِي مَكانٍ مهجورٍ للتخَلصِ مِنَ النَّكّدِ الذِي كانَت تُسَبِبَهُ لَه بِشِجَارِها الدَّائِم معَ زوجَتِهِ.وذَكَرَتَ صَحِيَفَة ‘التُونُسيَّة’ الالكتْرونيَّة الثلاثاء، أنَّ الرجُلَ وهَو فِي العِقْدِ الرَّابِع مِنْ عُمُرِهِ ‘أشْبعَ أمَّهُ ضَرْبًاعَنِيفًا ثمّ قَيَّدَها وَوَضَعَهَا داخِلَ كِيسٍ كَبيرٍ وألقَى بِها فِي أحدِ الأماكِنِ المَهجُورة’ بعدَ أنْ أبلغَتهُ زوْجَتَه أنَّها قامَت بِشَتْمِهَا وضَربِهَا. وأضَافَتْ أنَّ أحدَ المَّارَةِ لاحظَ حرَكةً داخِلَ الكِيسِ ، فأبلغَ الشُّرطَةَ التِي جاءَتْ إلَى المَكانِ وأنقذَت الأمَّ مِنَ مَوْتٍ مُحقَّقٍ.وقالَ الرَجَلُ : إنَّ والدَتَهُ نغَّصَتْ عليْه حياتَه بِعِرَاِكها المُسْتَمرِّ مَعَ زَوْجَتِه وإنَّه أقدَم علَى ما فَعلَه للتخلُّصِ نِهَائِيًا مِنَ ‘القَرَفِ’ الذِي كانَتْ تُسَببُه لَهُ. الصُّورَة الثالِثَةُ :عَنْ العُوَامِ بِنِ حَوْشَبِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – : قالَ : نزلْتُ مَرَّةً حياً ، وإلى جَانِبِ ذَلك الحيِّ مَقْبَرَةٌ ، فلمَّا كانَ بَعدَ العَصْرِ انشَقَّ مِنْها قَبْرٌ ، فخَرَجَ رجَلٌ رَأسَهُ رأسَ حِمَاٍر ، وَجَسَدُهُ جَسَدُ إنسَانٍ ، فنَهَقَ ثلاثَ نَهْقَاتٍ ، ثمَّ انطبَقَ عليْهِ القَبْرُ ، فإذا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًاً أو صُوفًاً ، فقالَتْ امرأةٌ : ترَى تلكَ العجوزَ قُلتُ : مالَهَا . قالَتْ : تِلكَ أمُّ هَذَا . قُلْتُ : ومَا كانَ قِصَّتُهُ . قالَتْ : كانَ يَشْرَبُ الخَمْرَ فإذا راحَ تقولُ لهُ أمُّهُ : يا بُنَيَّ اتَّقِ اللهَ ، إلَى مَتَى تَشرَبُ هذا الخَمْرَ ؟ فيقولُ لهُا : إنَّما أنتِ تَنْهَقِين كَما يَنْهَقَ الحِمَارُ . قالَتْ : فمَاتَ بَعْدَ العَصْرِ .: فَهَوَ يَنْشَقُّ عنْهُ القَبْرُ بَعْدَ العَصْرِ كلَّ يومٍ ، فيَنْهَقُ ثلاثَ نَهْقَاتٍ ، ثمَّ ينطبقُ عليْهِ القَبْرُ . صُورَةُ رَاِبَعَةُ :رَجُلٌ تقدَّمَ بِهِ العُمْرُ فأشَارَ عليْه أبنَاؤهُ بأنْ يَرْتَاحَ بعدَ مِشْوارٍ طويلٍ مِنَ العنَاءِ والشَّقَاءِ ، فوافقَ الأبُ تحتَ ضَغطِ الأبناءِ ، وكان بعدَ عَصْرِ كلِّ يومٍ ياتِي إلى مِنجَرتِهِ التِي قَضَى فيْها أكثرَ مِنْ رُبْعِ قَرنٍ مِنَ الزَّماَن ِيَجْلِسُ أمَامَهَا حتَّى الغُروبِ ، مُتَسَلِّيًا بِمَا يَقَضِيْه مِن وقْتٍ ، ثمَّ يعودُ معَ الغثروبِ إلَى بَيْتِهِ بِصُحْبَةِ أبناَئِهِ ، فكانَ إذا جاءَ أحدُ زبائِنِهِ القُدَامَى لعمَلِ شَيئٌ فِي المَنْجَرَةِ ، طلبَ مِنْهُ مساعدَتَهُ فِي تَخفِيْضَ السِّعرِ، ولَّمَا تكَرَرَتْ المسْأّلّةُ أكثرَ مِنْ مَرَّةٍ ، طلبَ ابنُه الأكبرُ الذِي كانَ يُدِيرُ المَنْجَرَةَ أنْ لايتدخَّلُ ، فكانَ الوالدُ يجيبُ ابنَهُ وكيفَ يكونُ ذلكَ ياولدِي ، فهؤلاءِ زَبَائِني مِنْ قَبْلِ أنْ تُوَلدَ ، ولا أستطيعُ ردَّ طلبِ أيٍّ مَنْهُم . وفِي يومٍ مِنَ الأيامِ جاءَ زَبُونٌ ، وبعدَ أنْ اتفقَ معَ الإبنِ علَى سِعرٍ مُعَينٍ، جاءَ إلى الأبِ يَسْتعْطِفُه لِتَخْفيْضِ السِّعْرِ ، فمَا كانَ مِنَ الوالِدِ إلَّا أنْ طلبَ مِنَ الإبنِ أنْ يَقْبَلَ سِعرَ مُخفضًا ، فاستشاطَ الإبنُ غَضَبًا ، وأخذَ يتوعَدُ أبِيْهِ ، ويَصْرَخُ فَي وَجْهِهِ ويَتَهدَدُه بأصْبَعِهِ “السَّبَابَةُ” بأنَّهُ سوفَ يَمنَعُهُ مِنَ القُدومِ إلى المَنجَرَةِ ، وأنَّ هذهِ هي المرَّةُ الأخيرةُ يَحضُرُ فِيها ألى المَنْجَرَةِ ،أخذَتْ دُمُوعُ الأبِ تَسِحُّ على وَجْنَتَيْهِ سَحًّا مِنْ شِدَّةِ الألَمِ ، علَى مَرْأَى مِنَ الزَبُونِ والمَارَّةِ ، ثمَّ عادَ الإبنُ إلَى عمَلِه وقدْ تَمَلَّكَهُ الغضَبُ، وأمسكَ بِلَوٍح خَشَبِيٍّ وبدَأَ بِقُصَّهُ، ولمّا وصَلَ المِنشارُ إلى الطرف الممسك به ، وإذا بالمنشارِ يقصُّ أصبَعَهُ الذِي كانَ يَتَهدَّدُ بِه والدَهُ ويُلْقِيه على الأرضِ معَ قِطْعَةِ الخشبِ . صدقت يا حبيبي يارسول اله- صلى الله عليك وسلم- عنندما قلت: {كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ } . العقوقُ دَيْنٌ لابدَّ مِنْ قَضَائِه فِي الدُّنْيَا قبلَ الأخرةِ ، فكَما تُدِينُ تدُاَنُ ، فإنْ بَذَلْتَ البرَّ لوالدَيْكَ سَخَّرَ اللهُ أبناءَكَ لِبِرِّكَ،وإنْ عَقَقْتَ والدَيْكَ سلَّطَ اللهُ أبناءَكَ لِعقُوقِكَ، سَتَجْنِي ثَمَرَةَ العُقُوقِ فِي الدُّنْيا قبلَ الآخرةِ ، ففي الحديثِ ،أنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : [اثْنَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ : الْبَغِيُّ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ] الَّلهُمَّ أعِنَّا على بِرِّ والدِيْنَا، الَّلهُمَّ وَفِّقِ الأحيَاء مِنْهُما، واعْمُرْ قَلْبَيْهِمَا بِطاَعَتِكَ، ولسانَيْهِمَا بِذِكْرِكَ، واجْعَلْهُمَا راضِينَ عنَّا، الَّلهُمَّ مَنْ أفْضَى مِنهُم إلى ما قدَّمَ، فنَوِّرْ قَبْرَهُ، واغْفِرْ خَطَأَه ومَعْصِيَتَهُ، الَّلهُمَّ اجزِهِما عنَّا خيرًا الَّلهُمَّ اجعلْنَا وإِياهُمْ علَى سُرُرٍ مُتَقَابِلين يُسْقَوْنَ فِيْهَا مِنْ رَحِيقٍ مَخْتومٍ خِتَامُه مِسْك. آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــ يارب العالمين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

ارشيف 2015

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى