النخوة الأردنية ولجنة حقوق المرأة الضائعة

النخوة الأردنية ولجنة حقوق المرأة الضائعة
ما بين اسماعيل الشوفي (اخو خضرا )والدكتور يزن المسنات..
محمود الشمايله

وخضرا المدادحه هي النشمية الكركية الأردنية التي احتجت على تغول العسكر التركي حين اجبروا نساء الكرك على جلب الماء من عين ساره الى القلعة ، وعندما تطاول عليها أحدهم استغاثت بأمير البدو اسماعيل المجالي المشهور بالشوفي ..
وعندما سمع صوتها قال ( ابشري وانا اخوكي يا خضرا).
فقد اخذ حقها مضاعفا واجبر الحامية التركية على الكف عن التطاول على الناس بالسخرة. وفعل ذلك بالقوة.

منذ ذلك الوقت سميت قبيلة المجالي ( خوات خضرا ) وخضرا رمز لكل حرة نشمية لا تقبل بالظلم.

وعودة الى قرار الدولة الأردنية بإعطاء الاولوية للاناث في العودة إلى الوطن ..
هذا القرار والتمييز لم يأتي من فراغ انما جاء من طينة هذه الأرض وملحها، عقلية السياسي والمخطط في الدولة الأردنية ايضا كان علية ان ينصاع بما تملية علية شجرة الزيتون والزعتر والشيح وصباحات نيسان الندية ، هو لا يستطيع ان لا يتصرف بعيدا عن النخوة والشهامة والميل نحو الأنثى في جميع اولوياته….. تماما كسلوك الآباء مع ابنائهم فهم يميلون إلى الأنثى اكثر من الذكر .

وعودة الى الدكتور يزن المسنات وهو أخصائي الاورام والسرطانات في إحدى مستشفيات اسكتلندا ومنذ بداية أزمة كورونا كان يبحث عن الطلبة الاردنيين في بريطانيا وتحديدا الاناث، يطرق الابواب وقبل أن يفتح له الباب كان يستخدم لهجته الكركية التي تعرف علية ( شلونكي يا بنت chحالي شلونكي .. ومن خلال اللهجة يستطيع من بالداخل ان يعرف ان الطارق هو الدكتور يزن المسنات ..

الخير كله يأتي مع هذا الرجل فالطلبة يعلمون أن الدكتور يزن لا يأتي إلا لتقديم المساعدة…
الدكتور يزن وغيره من المغتربين لا شك أنه صار يتحدث الإنجليزية وربما كان يمر على العربية مرور الكرام بعد أن لبس ثوب الانجليزي وتقمص عاداتهم الا ان النشمي الذي بداخله سيخرج عند المحك …
هذا النشمي الذي خرج توا يتقن لغة النخوة والشهامة ويعرف معنى ان تكون ابنة وطنه وحيدة في الغربة ، عندها النشمي يصير ابا واخا وعما وخالا…. بلا أدنى شك ..

تماما هذا هو الذي حدث مع الدكتور النشمي الاصيل يزن المسنات ……..
النخوة والانتصار للانثى هو من شيم العرب النبيلة، فهذا الأمر يبدأ من باص القرية حين تقف أنثى بلا مقعد لا أحد يجرأ على أن لا يتخلى عن مقعدة ويمنحه لها ، وأن لم يفعل فأن المجتمع سيعاقبة عقابا عسيرا ..

امام هذا الانموذج الحي للنخوة الأردنية والتصريحات الشاذة لرئيسة لجنة حقوق المرأة التي اعتبرت تفضيل الانثى على الذكور في قرار العودة للوطن هو استقواء وإظهار لمدى ضعفها، نعم الأنثى ضعيفة ومصادر قوتها هم عزوتها واهلها وابناء وطنها … .
لذلك تصرفت الدولة الأردنية بما يتماهى مع العقل الجمعي لثقافة النشمي الذي يملك استعداد فطري لحفر الصخر باصابعه اذا قالت إحدى النشميات( وامعتصماه)
انها المشارب الثقافية التي اختلطت بحليب الامهات وتراب الارض فتعظمت النخوة والشهامة ونمت ورود شقائق النعمان..

الدكتور يزن المسنات هو حكاية اردنية فيها من العلم والاخلاق والرفعة ما لم تستوعبه سيداو او حتى كل اتفاقيات العالم …
هو رجل وسيم كالوطن… تماما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى