الحل بالقطعة لا يجدي!

هذا الكلام لن يرضي أحداً

مقال الأحد 8-9-2019
الحل بالقطعة لا يجدي!
أعرف أن هذا الكلام لن يرضي أحداً، وربما مصير مقال اليوم كمصير المئات من المقالات التي قضت نحبها في المنع، لكن لا بأس، سنمشي بالممنوع..فلم يعد مسموحاً في هذا البلد الا الخروج من مسرب واحد؛ الطأطأة والتسحيج والدفاع عن الخطأ..حتى لو كان هذا الخطأ هو الذي يمضي بالوطن إلى النهاية المحتومة..
من أدار المشهد الخميس الماضي وقرر خنق عمّان من خلال إغلاق الطرق ومنع المعلّمين من الوصول إلى رمزية دوار المعلّم..وإظهار عمّان بصورة المدينة المتخلّفة التي تعج بالفوضى والأزمات والتحدّي..هذا لا يؤتمن البتّة على إدارة أي مشهد قادم أوسع من احتجاجات المعلمين، هو لا يؤتمن على التعاطي مع أية أزمة- بالمناسبة (الاعتصام) لا يعدّ أزمة- ببساطة لأن العقل المغلق لا يمكن أن يدير الخيارات المفتوحة ، فمن خطط ونفذ لخنق عمّان يوم الخميس الماضي سواء بقصد أو بغير قصد، هذا هو الخطر الحقيقي على استقرار البلد…
**
أما فيما يتعلق بمطالب المعلّمين المشروعة في علاوة الــ50%..إذا كان المواطن العادي يحصي ديونه قبل أن يستلم الراتب ليعرف لمن سيسد عند الإستلام..هل يعقل ان دولة ممثلة بحكومة لا تعرف قبل إعداد موازنة 2019 أن عليها ديناً للمعلمين والتزاماً موقعاً من طرفين ومستحق منذ 5 سنوات؟؟؟ لماذا لم تدرج ذلك بالموازنة وتخفض من موازنة النفقات الأخرى؟؟منذ خمس سنوات والعلاوة مستحقة…والحكومة تتحجج بغياب المخصصات.. إذا كنتم بهذا السوء من التخطيط فعليكم أن تدفعوا ثمن فشلكم اذن!…
من جهة ثانية..العلاج بالقطعة لن يجدي نفعاً..لا أستطيع أن أدعو الله أن يسقيني الغيث بغيمة خاصة تقف فوق بيتي وتمطرني وحدي وجيراني عطشى..والله لن يستجيب لأنانيتي، لذا قد يحرمني ويحرمهم أو يرحمني ويرحمهم..ما قصدته..حتى لو جدلاً وفرضاَ – وهذا مستحيل- قامت الحكومة بالموافقة على علاوة الــ50%.. ماذا عن علاوة الأطباء والمهندسين؟؟ والبلديات؟؟..ماذا عن موظفي القطاع العام في المالية والداخلية والصحة والأوقاف؟؟ ماذا عن العسكر وجهاز الأمن بتفريعاته؟؟..هل تستطيع الحكومة ان تلبي كل هذه المطالب؟؟؟..كل أبناء الشعب بكل شرائحه وموظفيه “ماكلين روح الخل”..لكن في المقابل لو أبقت الحكومة سعر الخبز بمتناول الفقير والغني 18 قرشا..وسعر البنزين كما يباع في الإمارات ب9 دنانير.. وضريبة المبيعات كما في السعودية 5% بدلاً من 16% وحذفت بند فرق المحروقات من فاتورة الكهرباء..لأغنتنا جميعاً عن كل هذه الاحتجاجات..لأن إجمالي ما سيوفره سعر البنزين والخبز والكهرباء أفضل من الــ50% التي يطالب بها المعلم في ظل هذا الغلاء..وسيعم هذا التخفيض كل الشرائح وتسحب فتيلة الأزمة والأزمات القادمة..
الرسالة الثالثة للأجهزة الأمنية..التي ما زالت تحظى باحترام – حتى اللحظة – من قبل أبناء الشعب ، لا تخوضوا حرباً بالنيابة عن غيركم وأقصد هنا “الحكومة” ، ولا تقبلوا أن تحملوا ملفات تثقل كاهلكم وتشتت هدفكم عن حفظ الأمن،لكم مهمة مقدسة حماية حدود البلد وأمنه الداخلي ..لذلك اتركوا الحكومة التي تعتقد أنها سيدة المشهد وصاحبة الولاية أن تستخرج شوكها بيديها واتركوا الناس تطالب بحقوقها التي هي حقوقكم أيضاَ..وتذكروا أنتم مرهونون للأمن فقط، لا تكونوا جزءاً من اللعبة..نعرف أن دوائركم هي تابعة بشكل أو بآخر للحكومة..لكن تذكروا أنكم ملك للشعب قبل أن تكونوا من موظفي حكومة ..لا تمارسوا الضغوط ولا التهديد ولا التنكيل ولا الاعتقال بأي من أبنائكم وأشقائكم و لمن يقول رأيه أو يدافع عن حقه..واجبكم حماية أمن الوطن بشكل مباشر..لا تخسروا محبّة الناس…وتذكّروا أن البقاء دائماً وأبداً وحتماً للشعب!!.

حمى الله الوطن وشعبه العظيم.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. خطابك خطاب العارف لأناس وموؤسسات كأنها أمية بمعرفة اللازم إتباعه.. بالوقت الذي يدرك فيه الجميع مصلحة السفينة.. المشكلة تكمن بالانانية …وحل المشكلة بقتلها من الأنفس..!

  2. اللهم امين,يسلم قلمك الحر! مازالت النقابات صوت و صدى (يلعلع) في ردهات المباني التي يدفع إيجارها منتسبيها, أما بالنسبة للخطة الجهنمية في إدارة الأزمات ياهل ترى من سيعوض من تكبدوا الخسائر جراء إعاقتهم عن أعمالهم أو صحة مواطن بحاجة الى إسعاف سريع مع متناهية أو أو ..,ألم يخسر اقتصاد الوطن المثقل بكاهن الدين؟ لك الله ياوطن عندما تكون مصلحتك استثناء في قرار مسؤول.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى