لا تخاف يا احمد ..!!

لا تخاف يا احمد ..!!
مقال الثلاثاء 2 / 10 / 2018

مرّت الممرضة على غرفته مساء وقالت عليك أن تبدأ بالصيام منذ اللحظة استعداداً للعملية الجراحية في صباح الغد، ثم وضعت ورقة في اللوحة الزجاجية فوق رأسه تفيد أنه صائم..

في اليوم التالي وبحدود الساعة التاسعة صباحاً حضر ممرّض وبيده ثوب مفتوح من الخلف مستور من الأمام وطلب من المريض أن يخلع “بيجامته” ويرتدي هذا اللباس الطبي الفاضح ، ثم أغلق باب الغرفة وغادر..قام المريض باستبدال ملابسه وحاول أن يشاهد قوامه من غير ظهر أو “ستيرة” تحمي أهم منطقة إستراتيجية لديه ثم جلس على حافة سريره بانتظار النزول إلى صالة العمليات..بعد دقائق حضر ممرضّان يجران سريراً متحركاً طلبا منه الاستلقاء عليه وارتداء قبعة من نايلون خفيف..ففعل،
في الممرّات كان يؤدي التحية للواقفين والجالسين والمرافقين ولأمن المستشفى وخبيرات التعذية بابتسامة صفراء تخفي خوفه المتزايد…
وبحركة سريعة تم لف السرير إلى منعطف حاد ودخلوا به إلى صالة مفتوحة فيها طاقم طبي كبير يرتدون الكمامات..استقبله الطبيب الجرّاح..وضعه تحت كشّافات العمليات…أعطاه إبرة التخذير، صارت تموج صورة الأطباء في عيني المريض..بدأ الغباش يزداد..الطبيب وبيده مقصّ ويرتجف كان يقول :

استرخِ يا أحمد..وخليك هادي..لا تتوتر يا أحمد، لا تخاف يا احمد ماشي..تراها عملية بسيطة زيها زي باقي العمليات..قوي قلبك وخليك زلمة يا أحمد ماشي..ماشي يا أحمد..ترى اذا بتخاف وبتتشنّج بتفرط العملية يا احمد فهمت..خليك هادي يا احمد..خليك رجل يا أحمد..

المريض وهو تحت تأثير البنج استجمع قواه وقال له: شكلك مخربط يا دكتور أنا مش احمد..
الطبيب: بعرف..قاعد بحكي مع حالي!.

نحن والحكومة نفس السيناريو..شعب مخدّر بين يدي حكومة مرتبكة!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى