الأم ربيعُ الحياة / بهاء أبو زر

الأم ربيعُ الحياة
الأم بوصلةُ الحياة و أكسجينها الأم روحُ البيت وهواؤه ، الأم نموذج رحمة يتحرك بين الناس ولا يلتفت إليه أحد باجلال وتقدير إلا من رحم الله
الأم النافذة التي تنظر إليها بوضوحٍ إلى الحياة والمستقبل ، الأم ربيعُ الحياة . .

الحمدلله ، أقولها الآن وانا راضٍ تمام الرضى بما كتبه الله وقدره ، كما قلتها عند أولِ نظرةٍ لأمي عند وفاتها عليها رحمة الله

أمي لن أكتب عنكِ بحزنٍ لطالما رأيتكِ تخفينه وتظهرين الفرح، لن أكتب عنكِ بيأسٍ لطالما سمعتُ منكِ ورأيت الإصرار والعزيمة
أمي لن أكتب عنكِ بدموعٍ لطالما تنفست روحي بابتسامتك أمي أنتِ باختصار أعظم امرأة في التاريخ

أمي أنتِ شمعةٌ لن تنطفئ ، وهذا وعد ومازلتُ في بداية الطريق ولم تموتي ومازلتُ أنا ومن يحبكِ حياتكِ وصدقتكِ الجارية التي اسأل الله أن يعينني وأن يرزقني القوة على حمل هذه الأمانة العظيمة ومن كأمي التي لا أذكر أنني أضعتُ صلاة الفجر في جماعة وهي على قيد الحياة ، التي ربتني وإخواني أفضل التربية الإسلامية الصحيحة و التي كانت حريصةً أشد الحرص على تعليمنا وتربيتنا على الأخلاق والقيم

مقالات ذات صلة

أمي أكتب لكِ كلامي هذا وانا في اسوأ مراحل حياتي ، لا أنكر أنني ضللتُ الطريق بعدكِ لكنني
حاولت أن أكون أمًّ للجميع في حين لم أجد أمًّ لي حاولت أن أكون ناصحاً محباً للجميع لكنني لم أجد ناصحاً محباً لي ، تنازلت عن مصالحي الشخصية وضحيت للجميع لكنني لم أجد أحداً ضحى لأجلي أمي كنت انا أمًّ للجميع وانا يتيم !

أمي لا بهاء كما كان ، ولا الأهل كما كانوا حتى أشجار البيت بعدكِ ماتوا أمي عذراً لم أكن الأبن البار كما يجب

لكنني وبعدَ هذا أجددُ لكِ العهدَ والوفاء بأن أكون كما تُريدين ، وأن أكون شمعتك المضيئة التي لطالما اهتدى فيها الكثير في ظُلمات الطريق

أمي نفسي ومالي وعمري وعلمي وجهدي وكل ما أملك ، لكِ في ميزانِ حسناتك يوم القيامة

ماما بحبّك قالوها لأمهاتهم وهنَّ على قيد الحياة وأقولها لكِ وأنتِ في حياةٍ أخرى ، ماما بحبك بحجم سماء روحكِ الطاهرة وقلبُكِ الأبيض

لو عَرفوا قدرَ صوت الأمّ لما ناموا قبلَ أن يشبعوا حناناً وحباً ، ولن يشبعوا ولو عَرفوا قدركِ لما انشغلوا عن سواكِ
إحرصوا على أمهاتكم أشدَّ الحرص ، قبل أن تتمنوا
سماع صوتها ولو لدقيقة ، إحرصوا على أمهاتكم فالأم بوصلةُ الحياة وبدونها ضياع وتيه !

اماهُ لو النجماتُ تسكبُ نورها اماهُ شلالاً
وكلُّ حناجرِ الأطيارِ لو غنّتكِ موالاً
لو الأنسامُ طافت في رحابكِ تنثرُ عِطراً
ماوفتكِ يا اماهُ ما وفتكِ مثقالا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى