“ميثاق الشرف”… الحل لتنقية أجواء الكرة الأردنية

سواليف – أصبحت الأندية الأردنية المحترفة، أحوج ما تكون إلى ميثاق شرف يحكم العلاقة فيما بينها، ويسهم في تنقية الأجواء من أي توترات ومشاحنات.

ورغم التصريحات الروتينية المتكررة والصادرة عن رؤساء وممثلي أندية كرة القدم، والتي تؤكد دائمًا على متانة العلاقات التي تجمعهما، إلا أن الغائب يبدو مختلفًا.

وتعاني كرة القدم الأردنية من المشاحنات المستمرة التي تظهر بين الحين والآخر، وبخاصة بين الأندية المنافسة على ألقاب البطولات المحلية.

ويتسبب في هذه المشاحنات التعصب الرياضي لبعض الجماهير، إلى جانب التصريحات أو التصرفات غير المسؤولة التي تصدر عن عدد من الإداريين ممن يبحثون عن الشعبية الجماهيرية الزائفة، مستغلين عدم وجود أي تعليمات أو قوانين تردع من يحاول تعكير صفو العلاقات بين الأندية.

الاحترام المتبادل هو الأساس الذي يجب أن يحكم العلاقة بين الأندية، وبحيث تنعكس هذه العلاقة على تصرفات الجماهير إيجابيًا داخل المدرجات، مما يساعد على التخفيف من ظاهرة الشغب اللفظي التي أنهكت صناديق الأندية جراء العقوبات التي تصدر بهذا الصدد.

الاحترام المتبادل أساس العلاقة

لم تعد بعض الأندية تحترم العلاقة التي تربط الأندية بلاعبيها، حيث ظهر خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، محاولة أكثر من نادٍ الدخول في مفاوضات مع لاعبين مرتبطين مع أنديتهم، مما خلق حالة من التوتر في علاقات الأندية.

وبات على الاتحاد الأردني لكرة القدم ألا يكتفي بدور المتفرج، فلا بد من التفكير في إيجاد الحلول من خلال إصدار تعليمات استئنائية تمنع محاولة أي نادٍ بمفاوضة أي لاعب أو حتى مدرب أو إداري مرتبط بعقد مع ناد آخر.

وتنص تعليمات الاتحاد الدولي على السماح للأندية بمفاوضة أي لاعب تبقى على نهاية عقده مع ناديه ستة أشهر، لكن في الأردن فإن مدة غالبية عقود اللاعبين مع الأندية لا تتعدى الموسم الواحد.

وبالتالي فإن كثير من اللاعبين يعيشون في حالة التشتت الذهني الذي ينعكس سلبيًا على أدائهم بعد مضي نصف موسم على مشوارهم مع فريقهم جراء تلقيه لعروض من أندية أخرى خلال ارتباطه مع ناديه.

كما أن قيام البعض بالدخول في مفاوضات مع لاعبين أبدت أندية أخرى رغبة التعاقد معهم، بهدف رفع سعر اللاعب على النادي المنافس أو تعطيل سير المفاوضات، لا يخدم الأندية الأردنية على الإطلاق، وهي التي تعاني من محدودية القدرات المالية.

الاستفادة من التجربة السعودية

وبات لزامًا على الأندية في ظل ما تعيشه من واقع مرير، الاستفادة من درس ما حدث مع حارس مرمى فريق الجزيرة أحمد عبد الستار، عندما تلقى عرضًا من الاتفاق السعودي، ثم دخل نادي الرائد على خط المفاوضات، وعندما علم الأخير بأن الاتفاق يفاوضه، انسحب مباشرة، التزامًا بميثاق الشرف الموقع بين الأندية السعودية وحفاظًا على متانة العلاقات.

كما أن توقيع ميثاق شرف بين الأندية الأردنية أصبح ضرورة ملحة، حيث لابد من اتخاذ التجربة السعودية بهذا الشأن كنموذج يحتذى به.

ومن أبرز ما جاء بميثاق الشرف الموقع بين الأندية السعودية: الابتعاد عن المزايدات أو المنافسات في عقود اللاعبين المحليين والأجانب، والتنسيق مع الاتحاد السعودي لمواجهة التعصب الرياضي، إلى جانب الابتعاد عن التصريحات والأحاديث الإعلامية المثيرة.

وما حمله الميثاق من بنود، يطابق تمامًا الحال الذي تعيشه الأندية المحترفة المتنافسة، وبالتالي فإن تطبيق التجربة السعودية، قد يكون الحل الوحيد لوضع حد للمشاحنات التي تظهر بين الفترة والأخرى بين الأندية، وتخدش صورة الكرة الأردنية.

كوررة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى