الملك وحادثة “جت” وابناء الذوات / حازم الصياحين

الملك وحادثة “جت” وابناء الذوات
كتب : حازم الصياحين

حسنا فعل الديوان الملكي العامر عقب دعوته سائق حافلة جت واستقباله في بيت الاردنيين من قبل رئيس الديوان فايز الطراونة والمستشار في الديوان عصام الروابدة لتقديم اعتذار للسائق خالد المراونة بني صخر اثر الخلاف الذي وقع بين المراونة والمستشار على طريق اربد ـ عمان.

لا ضير بما حصل فالاعتراف بالذنب فضيلة وخطوة الديوان بناءا على امر من سيد البلاد الذي عبر عن غضبه ازاء ما حدث لا سيما ان بيان الامن العام حيال الحادثة اثبت براءة السائق واشار الى حدوث تسرع بالمخالفة جراء عدم فهم الواقعة من قبل من حررها.
مؤكد ان جلالته لا يرغب بالضيم لأحد كيف ولا وهو أب لكل الاردنيين فمقولة جلالة المشهورة ان المواطن الاردني خط احمر معروفة لنا كاردنيين ونعتز بها و بسيد البلاد فشيم الهواشم وفزعتهم تنصف كل مظلوم .

جلالة الملك حسم القضية وتم قبول استقالة المستشار في الديوان الملكي عصام الروابدة وهنا مربط الفرس فالرسالة الملكية واضحة وجاءت من القصر وهي اشارة من القائد لكل المسؤولين ” ان لا احد يحق له التصرف على رأسه” وان لا احد فوق القانون وان سيادة القانون امر لا مفر منه فالرغبة الملكية صريحة بهذا الاطار .

مقالات ذات صلة

الرغبة الملكية والنهج الملكي في حادثة جت بمعاقبة من استغل موقع المسؤولية لصالحه يجب ان يتبعه نهج ثابت من السلطات التنفيذية والجهات المسؤولة في تكريس سيادة القانون بحق كل مخطئ بعيدا عن العشائرية والمناطقية وصلة القربى فهل نشهد تطبيق العدالة عن كل من يخطئ ويقصر .

الاستقواء بحكم المنصب مرفوض وتعطيل مصالح الناس غير مقبول فدلالات ذلك يعطي مؤشرات خطيرة حول اطر العدالة والنزاهة والشفافية وسيادة القانون وهذا ما يطمح له الاردنيون .

الناس استشاطت غضبا مماحصل وضجت مواقع التواصل الاجتماعي باوقايل وكلام قاسي فالكل مدرك انه قد يكون ضحية ذات يوم فكثيرين همزوا وهمسوا من بعيد ان قصة السائق ما كانت لتحظى بهذا الاهتمام على مستوى عالي لولا انه من قبيلة كبيرة في حين راى اخرون ان القصة بداية ورسالة من القصر للمسؤولين “ان لا احد فوق الحساب ” بعد ان قدم المستشار اعتذار في بيت الاردنيين فرد الاعتبار جاء من سيد البلاد بقبول استقالته من الديوان العامر .

الاوراق النقاشية لجلالة الملك تطرقت لسيادة القانون ونحتاج في المرحلة المقبلة لتطبيق شامل وعادل لذلك فالتساؤلات كثيرة هنا فمن سيحمي الناس بقادم الايام من استقواء مسؤول او استغلال للسلطة من قبل ابناء الذوات ان حصلت ومن سيتدخل وقتها ومن سينتصر لحق مواطن حين يقع بحقه ظلم وجور وتعدي من مسؤول ان تكررت تفاصيل الحادثة في اماكن جديدة مع شخوص جدد ومسؤولين اخرين .

الأوراق النقاشية الملكية التي كان طرحها الملك منذ سنوات حول الكثير من الشؤون المتعلقة ببناء الدولة الحديثة، أكد جلالته أنها هدفت بالأساس إلى فتح باب النقاش في المجتمع الأردني، قائلا إن “الأساس أن تكون العلاقة بين المواطن والمسؤول، وليس بتوجيهات مباشرة منه.
وفي اللقاء الاخير لجلالة الملك عبدالله الثاني بالكتل النيابية وجه انتقادا حادًا للأجهزة الحكومية والتشريعية لعدم تطبيق ما ورد في تلك الأوراق النقاشية فهل المطلوب تدخل جلالته في كل مرة لسيادة القانون ام ننتظر مرحلة مقبلة مشرقة وجديدة تجاه سيادة القانون من قبل السلطة التنفيذية والتشريعية دون تدخل ملكي تحقيقا لرؤى وطموحات جلالته فمن سيلتقط الاشارة ومن سيعلق الجرس .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى