روايتان عن مقتل العدناني ومصادر تنفي ضلوع والي الرقة في اغتياله

سواليف

قال مصدر مقرب من تنظيم «الدولة الإسلامية» تحدث لـ«القدس العربي» من مدينة الرقة، إن هناك روايتين عن مقتل العدناني ما زالتا محور تحقق، الأولى تقول إن العدناني قتل بقصف طائرة دون طيار شمال مدينة الباب بعد عودته من مهمة فك الحصار عن منبج، ومن ثم تأمين انسحاب قيادات التنظيم في جرابلس، وأمضى الأيام الأخيرة في القرى المجاورة لمنبج. وبحسب التقديرات الأمنية فإن طائرات أمريكية رصدت خروج رتل قيادات تنظيم «الدولة» من جرابلس الذي كان آخر المنسحبين، بعد إخراج بقية العناصر والمقاتلين وعائلاتهم، وحينها تم رصد مركبات القياديين، ومنها مركبة العدناني رباعية الدفع، وتم استهداف قيادي عسكري رفيع للتنظيم في جرابلس بعد خروجه بساعات، وبعدها، وفجر اليوم التالي، استهدف العدناني، دون التأكد من هويته، سوى أنه قيادي في التنظيم، وقتل مع العدناني سائق ومرافق، وليس خمسة أشخاص كما أشيع.

أما الرواية الثانية فتقول إنه قتل بالقرب من جبهة مدينة مارع، بقصف لقذائف فصائل سورية موالية لتركيا شمال حلب، على المحور الغربي من مدينة الباب ضمن معارك المنطقة العازلة.

وينظر إلى مقتل العدناني بوصفه خسارة كبيرة لحقت بالتنظيم على أكثر من صعيد.

ويقول عبد الله العمري الصحافي العراقي المطلع على الجماعات الجهادية في العراق وسوريا إن العدناني لم يكن مسؤولا إعلاميا فقط، بل امتلك علاقات وطيدة بشيوخ وعشائر سوريا شرق حلب، وشيوخ وعشائر جنوب الموصل أيضا، وله دور كبير في تأسيس ودعم مكتب العلاقات العامة، وربط عشائر الشام والعراق مع تنظيم «الدولة» وتعضيد العلاقات معها.

ويضيف العمري «يعتبر العدناني الرجل الفعلي الثاني في تنظيم الدولة، والأول في الشام، بالإضافة إلى مهامه في المجلسين العسكري والشوري، ويعتبر فقدانه خسارة إعلامية كبيرة للتنظيم لما يتمتع به من بلاغة وقوة وعمق ومراس ممتد من التجربة العراقية، وكان الوجه القوي للدولة الإسلامية، وسيطر على الشام بقبضة حديدية، وكان أمراء الشام وقياداتها يتبعونه بطاعة كبيرة».

أما ما أثير عن ضلوع والي الرقة السابق أبو لقمان بمقتل العدناني، فقال العمري إن المصادر المقربة من التنظيم نفت تلك الأنباء تماما ووصفتها بـ»الهراء». ووصف ما تناقلته الصحف بأنه «كلام مرسل، ينشره ناشطون وتتناقله كبرى الصحف الغربية من غير تثبت أو تحقق من مصادر مستقلة أو عميقة الاطلاع».
إلى ذلك ذكرت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أمس الأحد أن زعيم تنظيم «الدولة» أبو بكر البغدادي يجري «مقابلات عمل» لاختيار خليفة للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني، الذي قتل في غارة جوية.

وجاء في تقرير الصحيفة، الذي كان بعنوان «داعش يجري مقابلات عمل لتشغيل العقل المدبر للإرهاب» أن أبو بكر البغدادي يجري مقابلات مع المرشحين للمنصب لاختيار من سيحل محل المتحدث باسمه، أبو محمد العدناني، الذي أعلن التنظيم مقتله في غارة جوية الأسبوع الماضي في الريف الشمالي لحلب.

وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المرشحين لخلافة العدناني، رجل دين بحريني هو تركي البن علي (32 عاما)، الذي يعتقد أنه مفتي للتنظيم وأفتى سابقا بجواز أسر وتملك الإيزيديات.

وأضافت أن المرشح الآخر هو أبو لقمان (43 عاما) السوري الجنسية، وكان أول من حكم الرقة، كما أنه يشرف على تجارة النفط، الذي يستولي عليه التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.

وبحسب التقرير، فإن البغدادي يجري مقابلات مع المرشحين ويناقش قدراتهم مع أعضاء التنظيم البارزين في الرقة على طريقة برنامج الواقع «المتدرب» أو «ذا إبرينتس» الشهير الذي كان يقدمه المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب.
(القدس العربي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى