الطاقة البديلة! /مجد عدنان

الطاقة البديلة!
مجد عدنان

جميعنا نحتاج إلى الشعور بالثبات العاطفي، و الإتزان داخل محيط علاقاتنا مع من حولنا، لأن تخبط المشاعر وتشتتها تشكل حالة معاكسة للراحة المنشودة، والتي يطمح لها كل شخص في دائرة علاقاته.

جميعنا في مختلف مواقعنا و مختلف التزاماتنا الحياتية نبحث عن جانب بديل للضغوطات، جانب يستوقفنا و يقول لنا توقف على الجانب وخذ قسطا من الراحة.

إلا أن البعض منا لا يدرك أن الحياة تقدم له هذه الطاقات البديلة الجاهزة.

فربما يضع أحد منا في ذهنه بأنه بحاجه إلى رحلة استجمام خارج البلاد، إلا أن بعض الظروف قد تمنع حصوله على إجازة مثلا أو ربما قد يصاب بوعكة ضحية تمنعه من السفر، أو ربما يحصل معه ظرف عائلي يقف عائقا أمام مشروعه الذي حضر له.
فيصاب بحالة انتكاس عميقة، و يشعر بالضيق والإحباط، معتقدا أن الظروف قد تآمرت عليه مع الطبيعة ، و ليس له حظا في الخروج.

إلا أن الطاقة البديلة التي أقصدها من هذا الموضوع، هي محاولة تحويل الوضع أو الظرف الذي نعيش فيه إلى حالة بديلة قد تكون متنفسا لنا من الضيق و الهم أو حتى ظروف العمل و توتر إحداثيات الحياة .

فالقاعدة الذهبية هنا تكمن في جعلك تجد حلا من وضعك، حلا من اعتقادك في عدم وجود الحل .
وهنا يمكن التحدي أيضاً.

عندما نتحدى أنفسنا، و نراهن على بحثنا عن السعادة أو حتى نراهن على قدرتنا على التكييف مع الوضع الراهن ، هو تحدي عميق جدا ، ينمي و يعزز من مفهومنا الداخلي لذواتنا.
و يجعلنا نكتشف نقاط قوتنا ، و مواطن ضعفنا.

بمعنى آخر أنه مهما كانت الاحتمالات المفروضة علينا من الحياة ، علينا أن نبحث دوما عن طاقة بديلة، نفرغ فيها الشحنات السلبية التي تملكتنا.

و كأننا نقول بأنه علينا أن ننظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس ، فمثلا لو صادف أحدنا مدير متزمت بآرائه ، صعب المراس، و قراراته كلها صارمه.
علينا أن لا نقف أمام عتبة هذا الظرف، و نضع أنفسنا في خانة الأزمة النفسية ، و عدم الرغبة في العطاء.

علينا أن ننظر لهذا الموقف ، نظرة الباحث عن طاقة بديلة، تحرره من مخزون الطاقة السلبية التي أنهكت قواه.
علينا مثلا أن نعتقد أن هذا المدير هو اختبار لنا، كي ندرب أنفسنا على الصبر، علينا أن نبرهن على قدراتنا وطاقاتنا بكل كفاءة.
بل علينا أيضا تحويل هذا الظرف لموقف حاسم، يقربنا من ملامحنا أكثر ، و يجعلنا لا نقبل بالوضع الراهن دون محاولة تغيير .

و لو تعرض أحد فينا لفقدان عمله، أو خسارة مالية ما، عليه أن لا يفقد الأمل بالله ويدرك معنى الطاقة البديلة من خلال بحثه عن بدائل من حوله ، تزيد من أرصدة ثقته بنفسه من أجل تغير الوضع لوضع أفضل .

لم نأت للجنة حتى تأتي معطيات الحياة وفق ما نتمنى ، علينا أن نبحث عن بدائل للطاقة السلبية التي رغما عنا قد تأتينا،و تجعلنا نتشابك مع فوضى عارمة تجتاحنا متمثلة في عدم القبول .

لكل شيء في هذه الحياة وجهان ،مقابل كل وجه سلبي هناك وجه إيجابي، يمكننا فقط جذبه بالطاقة البديلة، الموجودة داخلنا بالفطرة أو حتى قد تتم تنميته بالتدريب .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى