المعلّقات والمعتّقات
جمال الدويري
سطحيون كانوا، وهم يمنحون معلقاتهم هذا الاسم، فقط لأنها عُلّقت في مكان ما، أما مُعتّقاتنا، فهي أكثر عمقا وأبعد تأثيرا،
نحن نعتّق آلامنا وآمالنا وطموحاتنا وصبرنا وخوفنا…ولن أقول سعادتنا وحقوقنا، كلها محفوظة بمحاليل موميائية فرعونية أبدية، أو بالسكر المرّ أو الملح الأجاج، في غرفة الإنعاش أو عنق زجاجة، او حتى نعتّقها بالذبح جزّا على مذبح الخوف على الوطن، في حين أننا نذبح الوطن صبح مساء، من شباك كل سيارة مستهترة، ونلوث نضار كل مكان تصل إليه مناقل شواءنا وفضلات بطرنا، ونذبحه جزّا شجرا نتدفأ عليه، بدل ان نتنفسه، نخنق الوطن مع كل جريمة مرورية تجندل منا ما تيسر بحافلة أو سيارة أو طيش عابث بالحياة.
معلّقة قصائد الأجداد، ومعتّقة هي آلامنا وآمالنا، ولا ندري كيف ستكون عندما تصل للأبناء والأحفاد.
