قومي يا قيامة
الحبلُ السريِّ للطفل العربي يمارسُ الارهاب في رحم أُمِّه فتعطيهِ المشيمةُ درساً في الحياه وهو أنَّ صوتَ القنابلِ يمدُّ الجنينَ بمناعةٍ ضدّ الجراثيم في أسابيعهِ الأولى .
يودّعُ هذا الطفل رحمَ أُمّه مسافراً الى رحم الدنيا التي أنجبت حرباً واختها وتفجيراً واشقاءَ لها ، هذه الدنيا التي لم تُنظّم نسلَ الوجع في شرقنا الأوسط ، يولدُ هذا الطفلُ فيتنهدُ تنهيدةَ صباح يتصاعدُ بخارها واصلاً الى السماء ليتكاثفَ قهراً في غيمةٍ سوداء ويتساقطَ دموعاً مع حبّات المطر .
في يومهِ الأول يشمّرُ الطفلُ العربي عن ملفعهِ ويخطب خطبة الارهاب قائلاً :
انا طفلٌ عربي أكرهُ الحياه ، ولدتني أمي وفي رحمها صَنعتُ قنابلَ مولوتوف بقيت في جسدها لعلّ جنيناً آخر جلبها الينا ، التفجيراتُ ألحانٌ تُعجّلُ في نومي وموتي ، والرؤوسُ المقطعه ألعابٌ تتدحرجُ بمحاذاةِ ألعابي فتضحكني .
أنا طفلٌ عربي وُلدتُ للتو والارهابُ يسري مع دمي في شراييني ، أؤكّدُ لكم بأنّ الطفل الأمريكي عاهرٌ كبير والطفلةُ الروسيه سافرةٌ ساقطه ودمُ أطفال اسرائيل وجباتٍ لذيذه غنيّةٌ بالعناصر الغذائيه ، انا طفلٌ عربي ولي أحلامٌ سأُحقّقها ، أولها قبرٌ واسع فالمقابرُ مزدحمه ثانيها حزامٌ ناسف البسهُ على جسدي كي لا تتوسّخ ثيابي بقطراتِ حليبي، انا طفلٌ عربي آمنتُ منذُ الولاده بأنَّ الحياةَ كافره واللحدُ مدينةٌ فاضله.
أشرقي يا شمسُ من مغربكِ لعلّها قامت القيامه ، كفانا دعاءً وبكاءً وكتابه ، اعتنقنا الأديان بما يكفي ولم تعتقنا شرورُ السياسه ، ضوضاءُ الدماءِ يُزعجُ الشيطانَ والغوايه ، أنا طفلٌ عربي سيقتلني أحدهم في رحلة المخاض لأحلّ ضيفاً عند اللهِ بعدَ الولاده .
