قرار الجمعية العامة الأخير / د.رياض حمودة ياسين

قرار الجمعية العامة الأخير

لم تتوقف الدول الإسلامية والمجموعة العربية في متابعة الوقوف ضد قرار الإدارة الامريكية في 6- كانون الأول الذي أشعل نيران خامدة في المنطقة وحفر عميقا في جدار السلم الدولي.

كانت خطوة المجموعة الإسلامية والعربية التوجه الى الجمعية العامة ضمن مايعرف ب «متحدون من أجل السلام» المؤرخ في 3 نوفمبر 1950 (القرار 377 (د – 5)) والذي أجاز الميثاق الأممي أن تعقد الجمعية العامة «دورة استثنائية طارئة» خلال 24 ساعة، إذا بدا أن هناك تهديدا للسلام أو خرقا للسلام أو أن هناك عملا من أعمال العدوان، ولم يتمكن مجلس الأمن من التصرف بسبب تصويت سلبي من جانب عضو دائم. حيث يمكنها أن تنظر في المسألة على الفور من أجل إصدار توصيات إلى الأعضاء باتخاذ تدابير جماعية لصون أو إعادة السلام والأمن الدوليين. وهذا ماحصل فعلا عندما قامت الولايات المتحدة في مجلس الامن بالاعتراض على مشروع قرار بطلان إدارة ترامب باعتباره احاديا ويناقض ادبيات المنظمة الدولية والمركز القانوني الخاص لمدينة القدس التي مازالت معرّفة على أساس أنها أرض محتلة.

السؤال المطروح هل سيكون لقرار الجمعية العامة الاخير الذي رفض القرار الامريكي قوة إلزامية ام ان الامر لا يتعدى الإدانة وبطلان القرار من الناحية النظرية فضلا عن الناحية الإجرائية الشكلانية؟والمعروف ان الجمعية العامة للامم المتحدة تصدر توصيات غير ملزمة باعتبار ان مجلس الأمن هو صاحب السلطة في التنفيذ باعتباره الحكومة التنفيذية في الامم المتحدة.

مقالات ذات صلة

القرار لن يكون ملزما لكنه على الأقل يضيف الى المرجعيات الدولية الحقوق العربية ويراكم فكرة ان الأرض العربية المحتلة منذ عام 67 هي اراض محتلة وفقا لأدبيات القانون الدولي، كذلك هناك إشارات مهمة لقرار الجمعية العامة ان الدول التي صوتت لصالح بطلان قرار ترامب ستمتنع عن نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة ل اسرائيل.والقرارقد يتم تفعيله في محكمة العدل العليا لكن لا نتفائل كثيرا فالولايات المتحدة قاطعت المحكمة أصلا ولا تعترف بقراراتها الامر الذي يؤشر على الإستقواء ومنطق القوة الذي يحكم السياسة الدولية وليس قوة المنطق وحقوق الشعوب.

لقد كشف القرار الأخير ان الولايات المتحدة الامريكية تتصرف بصورة أحادية وتلجأ الى تهديد الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية وتهدد بقطع المعونات والمساعدات في إشارة الى انها لا تتصرف بمنطق الدولة والسياسة الدولية المضبوطة ضمن منظومة الامم المتحدة،بل باتت سياستها عنوانا للاستقواء والبلطجة السياسية والدبلوماسية، والغريب ان كثيرا من الدول العربية والاسلامية مازالت تنتظر قرارات من هيئات أممية دون ان يكون لها صفة إلزامية متناسية أدوارها كدول مستقلة أو شبه مستقلة، ولا أدري لماذا لم تقم ولا دولة عربية أو إسلامية بقطع علاقاتها او تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بينها وبين اسرائيل او الولايات المتحدة. وكان الامر كما هو على لسان الشعوب العربية والإسلامية فقط ذر الرماد في العيون وان هذه الدول تابعت القضية داخل اروقة الامم المتحدة وأجهزتها المختلفة.

برأيي لن يتراجع الامريكي عن قراره، وقد وصفت مندوبة امريكا بالامم المتحدة بان القرار الذي صدر باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل هو قرار الشعب الأمريكي وليس قرارا لرئيس الولايات المتحدة وهو صادر منذ عام 1995م.
rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى