الدراما التلفزيونية الاردنية…. الى اين؟؟؟ / رسمي محاسنة

الدراما التلفزيونية الاردنية…. الى اين؟؟؟

في الوقت الذي تسعى فيه المحطات التلفزيونية الاستفادة من جماهيرية البرامج والدارما الرمضانية، لزيادة جماهيريتها، فان التلفزيون الاردني يصر وبشكل غريب على السحب من رصيدة الجماهيري – المحدود اصلا -، عبر برامج باهته، اّن الاوان ان تخلد للتقاعد، او عبر وجوه تطل علينا تفتقد الى المهنية الى جانب افتقادها لثقة الجمهور – القليل- بها.
وباصرار غريب تعود مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الى نفس النهج، الذي انتهجته منذ اعلان الفنانيين الاردنيين لاضراب استمر شهورا، كان ثمنه تقديم وعود من التلفزيون الاردني لتقديم دراما تلفزيونية، وهو ثمن لم يكن بمستوى اضراب وموقف فنانين ونقابة، حيث كل عام اعمال اقل بكثير من المستوى الذي يمكن القبول به على المستوى الفني والفكري.
هذا العام كانت الانتكاسة واضحة من خلال ماقام التلفزيون الاردني بانتاجه، حيث عملين دراميين، “الضؤ الاسود”، وتل السنديان، سقطا بوقت مبكر ومنذ الحلقات الاولى، وان هذا الجدل الذي دار حول عملين من انتاج مؤسسة رسمية، ليس جدل مجاني، ولابد من التوقف عند اراء وانطباعات كل من كتبوا، وحتى تبقى البوصلة في الاتجاه الصحيح، لابد من الانطلاق من نقطة ان هدف كل حوار هو الخروج من المأزق الذي وضعتنا به هذه الاعمال، بعيدا عن شخصنة الامور، او الاصطفافات المتكئة على مصالح او علاقات، فالمسالة تخص اطراف كثيرة، سواء جهة الانتاج ، او النقابة ودورها، وكافة عناصر العمل الدرامي من كتابة واخراج وتمثيل وعمليات فنية، وبالطبع الجمهور على اعتبار انه الجهة المستهدفة من انتاج هذه الاعمال.
وسأعمل على عرض وجهة نظر كل الجهات – اذا وافقوا – بالاضافة للفنانين والمثقفين والمهتمين، وابتداءا فان مؤسسة الاذاعة والتلفزيون تتحمل المسؤولية الاكبر في اختيار وانتاج اعمال اقل من المستوى، فاذا كان هناك لجان تتولى عملية اختيار النصوص ابتداء، فهل هذه اللجان مؤهلة، وتمتلك الكفاءة التي تجعل قرارات اختيارها محكومة بالمهنية العالية، وبالمسؤولية الوطنية؟؟؟ وهل هذه اللجان محايدة؟ هل تعمل بحرية؟ هل هناك مؤثرات على قراراتها؟ هل هناك من يتدخل بها ويؤثر على قناعاتها؟.
واذا كانت لجان مهنية ومحايدة وتمتلك قرارها، على اي اساس ماتزال نصوص مكتوبة مرمية في الادراج؟ وعلى سبيل المثال،مسلسل “رؤى”،الذي كتبه الفنان هشام حماده، والذي عليه موافقة مع وقف التنفيذ؟ ولماذا مايزال الجزء الثاني من مسلسل ” ام الكروم” الذي كتبه د. مخلد الزيودي دون اي اجراء، رغم ان الجزء الاول من هذا العمل مايزال بمثابة ايقونة للدراما الاردنية؟؟ والسؤال كيف تم اختيار نص” الضؤ الاسود” بهذه السرعه، في الوقت الذي يتم تجاهل اعمال اكثر نضوجا.ومثله نص” تل السنديان”.
ونسال ادارة التلفزيون الاردني اذا كانت هناك معايير يتم وضعها لاختيار النصوص قبل قرار الانتاج؟ فكيف تم تجاوزها؟ وكيف تقبل ادارة التلفزيون ان تنتج اعمالا غابت عنها متابعة الجمهور؟ وهل تتاثر قرارات ادارة التلفزيون بضغوط اشخاص او مؤسسات؟ هل لنقابة الفنانين دور بالاختيارات؟ وماهي معايير اختيار المخرجين؟ وهل كانت هناك متابعة لادارة التلفزيون اثناء التنفيذ؟ متابعة حقيقية وليس زيارات مجاملات؟ وماذا كان دور الادارة عندما خرجت خلافات الى العلن اثناء التصوير؟.
كيف وصلنا الى هذا الحال. حتى على مستوى الاداء ، فقد اشترك غالبية الفنانين، ومعظم النجوم، ولكن ماشاهدناه كان اداءا اقل بكثير من موهبة ووعي هؤلاء الفنانين، وهذا يحيلنا الى اجواء الانتاج، ورؤية الاخراج، والمناخ العام الذي تم به انتاج هذه الاعمال، الذي انعكس سلبا على كل عناصر العمل الدرامي بما فيه اداء الممثلين.
نفتح ملف الدراما الاردنية، وتحديدا انتاج القطاع العام، ومن غير المعقول ان نغيب حتى رمضان القادم، لنبقى في نفس المربع،وتكريس اسماء غير موهوبة، والمرواحة في دائرة تضيق وتضيق..لتخنق الدراما التلفزيونية الاردنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى