التايتنك / جعفر السعيدين

التايتنك
براعة مخرج فيلم ” التايتنك ” وخداعه العظيم لعواطف وميول المشاهد ، هي أسلوب سياسة أكثر مما هي رؤية سينمائية ..
تخيل قرابة الالفين من ركاب السفينة ماتوا غرقآ ولم نتأثر لكن عند المشهد الأخير ؛ الجميع تعاطف مع “جاك” الصعلوك ..لاعب القمار والذي صعد للسفينه بالصدفة و “روز” الفتاة المتمرده على طبقتها البرجوازية .
ما أحاول إيصاله هنا ، هو انا الأعلام الغربي والأمريكي بالتحديد بارع جدآ في نقل قضاياه وتمرير رسائله إلى العالم بشتى الطرق كالسينما وشبكات التواصل الإجتماعي . . .
فمثلآ نحن نسمع خبر مقتل السوري ، والأفغاني ، والعراقي ، واللبناني ، كخبر عابر وبعد نشرة الأخبار الدموية يتم بث أغنية أم كلثوم “أنساك ده كلام ” .
بينما حينما نسمع إصابة أمريكي بجروح خفيفة نرى رؤوساء دول تبكي و أعلام مجتمعي مليئ بالدموع واللطم يبداء نحيبة المدفوع على هذا الخبر .
هذا التعاطف الموجه ينسينا قضايانا الحقيقية والرئيسية فالتركيز على قضايا هامشية عابرة وتفاصيل غير مهمة يخطف الاضواء من الحقيقة ، وأحداث باريس الأخيرة خير دليل ..
ختامآ ، أدعو الله أن لا أسمع خبر فحواه “إستشهاد رجل صهيوني دفاعآ عن أرضه وزيتونه في عكا” .

جعفر السعيدين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى