.طرنيب سياسي

[review]خاص بخبرني
www.khaberni.com
عدد الأوراق متساوي بين أيادي اللاعبين، الألوان توزّع عليهم حسب القسمة والنصيب : سنك ، بستوني ،كبة ،ديناري..وفي كل "فتّة" تدور الأوراق وتدور الأرزاق ،وفي كل (فتّة) هناك كاسب وهناك خاسر ، وهناك "نتيجة" تسجل بالقلم والورقة وتحفظ للتاريخ، او تترك على الطاولة فور انتهاء اللعبة، قواعدها سهلة لكن وقتها طويل .. من يتجاوز رصيده "ال61" يفوز بالجولة، ومن يتجاوز رصيده ذات الرقم بالسالب يخسر الجولة .. ثم يعلن عن أخرى، أو يتفق الحضور على عبارة : "تصبحون على خير "…
 
بالطرنيب وحده..كنا نقصّر من عمر غربتنا..نقسم انفسنا الى ثلاثة فرق،الخاسر يخرج ، نخلط "الشدّة" جيداً..ونفتح صفحة جديدة ، فلان يطلب (سبعة) ويخسر، وفلان يطلب ب11ويكسب ..في " الطرنيب " ألحظّ يخدم أحياناً ، لكن قلة الخبرة كانت تخسّر دائماً.كنا نضحك ونتشاجر، ننصب مكائد للفشل وأخرى للفوز..لكن "الرصيد" كان أكثرنا جدية وحزماً لأنه كان يتكاثر..
 
الغريب، ان لاعبي الفريق الثالث "الخارج بعد خسارة " كان يزداد مهارة وذكاء وحفظاً عندما يكون خارج اللعبة فيبدأ بإعطاء التعليمات والوشوشة للاعبين …"ارم تريس السنك".."اكل بالشب البستوني ".."خبّي الشايب " .." طلّع العشرة الكبّة"..بينما عندما كانوا طرفاً في اللعبة "كانوا يحتفظون بتريس السنك" ولا يرمون "الشب البستوني "..ويضحّون "بالشايب" دون تفكير ..ويهملون العشرة الكبّة..ترى لماذا يزدادون مهارة عندما يكونون خارج المنافسة..؟؟
 
السياسيون في بلدنا..مثل لاعبي الطرنيب..الفريق الخارج يصبح اكثر مهارة وطهارة ونظافة وشجاعة وقدرة من الفريق اللاعب..ولا ينفك طيلة فترة خروجه عن الوشوشة والتذمر والارشاد والنصيحة وحتى التشويش ..حتى يخسر احد اللاعبين ، فيدخل "وينيلها بستين نيلة".. اما الشعب فهو "الكيس" او "الرصيد" الذي يتكاثر بالاخفاق السالب..او ينمو بالدين الموجب…وهو الذي يفتّ على ظهره طيلة اللعبة و"يدقّ " بالأوراق على مسامعه دون ان يتنفس وجعه..
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى