على مقاس الحلم..

مقال الأحد 20-1-2019
على مقاس الحلم..
التطور الوحيد الذي طرأ على “راحة الحلقوم” الوطنية منذ اكتشافها او اختراعها قبل مئة عام أو أكثر هو أن الحداثيين من الصنّاع وضعوا فوق مستطيل حبّة الراحة فلقة فستق وسموها “راحة محشية”، رغم عدم معرفتي “أين الحشي” في الموضوع ؟ ثم بعدها بسنوات طويلة حدثت ثورة جديدة في عالم “الراحة” ووضعوا فوقها رشة جوز الهند وصار لدينا راحة سادة ،راحة معطرة ،راحة محشية، وراحة بجوز الهند..أما “البرازق” فلم ينجح أعتى الصناع العرب أن يختروعوا لها شكلاً هندسياً آخر غير الشكل الدائري..
لا يهم ، خطرت لي هذه المقارنة وأنا أقرأ خبراً عن شركة “nike” الأمريكية التي أطلقت حذاءً رياضياً جديداً يمكنه تعديل نفسه تلقائياً من حيث الطول والعرض ليناسب حجم القدم ،هذا ويمكن توسيعه أو تضييقه من خلال تطبيق على الهاتف الذكي..يعني لا “محارم” بعد اليوم،ولا بيات في “القالب”، ولا اسكافي يردّ عليك السلام بازدراء وفمه مملوء بالمسامير ويأخذ “الفردتين” منك ويرميها خلف الباب مع الأحذية المنتظرة..
كبسة زر على التطبيق توسّع حذاءك الرياضي، وكبسة زرّ واحدة تضيقه، في الشتاء “يكشّ” مقاس الحذاء فتكبّره وفي الصيف تستطيع ان تضيقه “نمره” مع التمدد..ياااه ما أسهل التحكم بالحذاء وما أصعب التحكم بالإصلاح..
لو يخترعوا لنا وطناً يتّسع لنا بكبسة زر ويضيق بالفاسدين بكبسة زرّ، لو يخترعوا لنا وطناً يتمدد على مقاس الحلم.. عندها لن التفت الى شيء في كل هذه الدنيا.. ونذراً أن أمشي على شوكه وصخره وصوّانه حافياً من شماله الى جنوبه ،نذراً ان أزحف عليه زحفاً كي لا أهين ترابه بقدمّي..
طيب يا شركة “nike” ماذا ينفعني ان كان حذائي على مقاس قدمي.. ووطني يضيق على حلمي؟؟
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الصحيح حلمك صغير.. ووطني فسيح.. لا تضيق حلمك لأجل تفاهة التافهين..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى