اللوح المحفوظ

اللوح المحفوظ / أمجد شطناوي

في مقالي هذا سأحاول تقديم مقاربة علها توضح إشكالية تستعصي على الفهم لكثير من البشر علما ان كل مسلم يؤمن بها وان لم يفهمها وهذه الاشكالية اطرحها على شكل التساؤل التالي لوح محفوظ والإنسان مخير ام مسير والزمن كيف هذا؟ قبل الإجابة على هذه الإشكالية وطرح المقاربة التي اقترح وهي ليست ملزمة ولكني أرى انها ترضيني لا بد من توضيح اللوح المحفوظ بطريقة مبسطة وسهلة حسب فهمي وإليكم هذا التوضيح اللوح المحفوظ فيه كل شىء خيارات كل إنسان وحركة الذرات والكواكب ومصيرها وحركة كل كائن وجماد وحركة الأمعاء وعللها وحركة الرياح والامطار وكل شعرة في جسمك وحركتها ومليارات من الذرات ومصيرها وكل نقطة ماء وكل علوم البشر وتجاربهم ويعجز قلمي عن ذكر كتابة ما في الكتاب المحفوظ حتى ولو كان مداد قلمي البحار كلها . بعد ما ذكرت من مفهوم اللوح المحفوظ استذكر ما ذكرت سابقا لدكتور أمريكي وقال والعياذ بالله وناقل الكفر ليس بكافر ( too busy ) ويعني بذلك ان الله مستحيل ان يعلم كل شىء وهذا طبعا بسبب ضعف معتقده وجهله بأسماء الله الحسنى . الأدلة على مفهوم اللوح المحفوظ من القرآن بالمفهوم الذي ذكرت كثيرة وإليكم بعض منها:- ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) وقال تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) وكذلك قال الله تعالى:؛ ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) واختم بدليل من القرآن واضح وضوح الشمس ما أرمي اليه في بداية توضيحي لمفهوم اللوح المحفوظ بالاية التالية :- قال الله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) . الأدلة من السنة كثيرة نأخذ واحدة فقط رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ قَالَ رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي ) . رواه أبو داود ( 4700 ) ، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .، نقول لغير المسلم والمسلم ان حديث عمار تقتله الفئة الباغية وغيرها من معجزات الرسول في الغيب من اللوح المحفوظ من علم الله وإعجاز لا يختلف عليه الا فاسق او جاهل او مكابر . وهناك آيات تحدثت عن شىء في المستقبل وحدثت كما في سورة الروم . نعود الى اشكالية قديمة جديدة وهي هل الانسان مسير ام مخير ومنهم من اعتمد على مفهوم اللوح المحفوظ وقال :- إذا الانسان مسير وحجتهم هي كيف الانسان مخير والكون وما حوى يسير حسب ان جاز التعبير وفق المخطط المكتوب في اللوح المحفوظ بمعنى أين إختياري.؟ جوابي سيكون جزء منها قراءة ما بين السطور لمقاربتي التي ترضيني على الأقل ، وإليكم مقاربتي للموضوع والتي جوهرها الزمن(التغير ) وهذا التغير متغير بمعنى تباطؤ او تسارع . ليكن دوران الارض حول نفسها عداد مقياس التغير والكون وما حوى منذ خلقة إلى ان يشاء الله يتغير . الان سنأخذ مرة تسارع التغير ومرة تباطؤ. في التغير نحو التسارع في المالانهاية بمعنى كل تغيرات الكون بما فيه تحركاته بما فيها سقوط ورقة او حركة أمعاء حدثت في صفر دورة او تقترب من الصفر ، وهذا يعني ان الكون منذ بدأ إلى ان ينتهي جميع ما فيه من أحداث وتغيرات حصلت في صفر دورة يعني صفر زمن كما اللوح المحفوظ هنا يبرز سؤال وماذا مصطلح قديم وحديث سلف وخلف قبل وبعد ؟ نقول له كل هذا في صفر زمن يفيد الترتيب فقط بمعنى اول ثاني الى اخره ،في هذه الحاله عمر الكون وما فيه وحركاته وخيارات الانسان نكون قد علمنا عنها حتى سقوط ورقة او بغلة عثرت في ارض العراق مسجلة في صفر زمن . الان ما فوق صفر زمن ندخل في مصطلح تمدد الزمن بمعنى التباطؤ نوضح أكثر ونقول اذا كان عمر انسان ما الف دورة فإذا حدث تمدد للزمن او تباطؤ في التغير، فإن عمره مثلا سيصبح أكثر من الف ولكن يمر بنفس المراحل قد نختلف او نتفق ب ما الفائدة اذا كانت المراحل هي نفسها ؟ في التمدد اللانهائي ، الارض تدور والتغير صفر تسمى حالة السكون مثلما حدث لأهل الكهف والقصص الأخرى في القرآن . اذا حسب ما ذكرت سابقا الحياة الدنيا بين حالتين تسارع لانهائي وتباطؤ نحو صفر تغير والتسارع اللانهائي الذي أقصده أسرع من الضوء ،وذلك لان سرعة الضوء قيدت بفعل المكان المخلوق ويخضع لسننه ولن اناقش النظرية النسبية بطرحي لانها خضعت لقيود الزمنكان . في الختام اللوح المحفوظ لا يتعارض مع ان الانسان مخير ففي مقاربتي سجلنا كل شىء في زمن صفر بمعنى كل التغيرات والحركات وخيارات الانسان وكل حي عاقل ، وان التغير يفيد الترتيب ليس الا وأن كل خيارات الانسان في اللوح المحفوظ جرت في زمن صفر وخيار المكلف بارادته ولم تكتب بغير إرادته وما الحياة الدنيا الا مسرح التنفيذ لما في اللوح المحفوظ ولكن في زمن ما فوق الصفر . هكذا ارى مجرد مقاربةترضيني ، فان وجدتم بالدليل ما كتبت ليس الا تخرصات فارجو ان يكون مقالي درجة في سلم الحقيقة وحتى وان كانت هذه الدرجة مكسورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى