طحّانة شرايط / عبدالله الشريدة

طحّانة شرايط

مع غروب شمس كل يوم
اصل الى بيتي الواقع في احدى قرى اربد البعيده
فأرى سحب الدخان تتصاعد من البيوت
تعانق بالوانها المختلفه سماء البلد
وأشم روائحا مختلفة
فهنا رائحة ( بنطلون جينز)
وهناك رائحة( بلوزة صوف)
فنظرا لقلة الحطب
حلّت ( الشرايط) مكانه
فقد أيقنت بيوت كثيرة ان ( صوبة الحطب)
هي الحل المثالي ( للجيبه) في هذا البرد القارص
لا اعرف ان كان مخترع ( صوبة الحطب) يدري عن ما فعله الاردنيون بإختراعه
ولكن الحاجة أم الاختراع
قديما كانت الشرايط لها طريقة اخرى للتدوير
فقد كانت ( طحّانة الشرايط) تأتي للقريه
مرّه في الشهر او الشهرين
وكان اهالي القرية ينتظرونها بفارغ الصبر
لتدوير ما بحوزتهم من ( شرايط)
تمزقها الآله الى قطع صغيرة
تصلح لأن تكون( حشوة ) للوسائد والفراش
وكانت هذه الطريقة هي احدى السبل
لصنع الفراش والوسائد للمقبلين على الزواج
ومع تطور الزمن تحول استخدام ( الشرايط)
من حشو الفراش الى وقود ( لصوبّة الحطب)
وكما الدول المتقدمه
تجدهم يفصلون الملابس والأشياء القديمة في صناديق تمهيدا لإعادة تدويرها
تجد القرويين أيضا يضعون ( خيشه) كبيرة في زاوية المنزل
يضعون فيها كل الملابس القديمه تمهيدا لتدويرها
ولكن على الطريقة الأردنية
يقولون أن ثقب الأوزون بإتساع مطّرد فوق الأردن
نتيجة الغازات الغريبه المنبعثة من ( الصوبّات)
ويقولون أن نقيب ( طحّاني الشرايط)
يشتكي التضييق على منتسبي نقابته
ويشتكي أن هذه المهنة على وشك الإنقراض
لذلك نقول:
عذرا طبقة الأوزون ، ولكن هل توقفت جميع المصانع عن العمل ولم تبقى الاّ ( صوباتنا)
هي التي ( خزقتك)؟
وعذرا ( طحّانة الشرايط) ، ولكن طعم الدفئ
اجمل بكثير من ملمس الفراش الناعم

عبدالله الشريدة
12527807_10205486079697608_1889403871_n

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى