اللعبة الطائفية القذرة / مهند أبو فلاح

اللعبة الطائفية القذرة

مهند أبو فلاح

اشتباك الطيونة الذي جرى على أحد محاور الحرب الأهلية اللبنانية التقليدية ( الشياح – عين الرمانة ) يوم الخميس ٢١ / ١٠ حمل في طياته كثير من المعاني و الدلالات في أذهان المواطنين اللبنانيين أبرزها المخاوف من تجدد هذه الحرب اللعينة التي دامت قرابة الخمسة عشر عاما .

الخوف كشعور غريزي لدى المواطن العادي قابله أيضا لعبة تجييش طائفي قذرة من قبل زعماء القوى السياسية التي خاضت غمار هذا الإشتباك المسلح و نعني بهم ها هنا في هذا السياق كل من حزبي القوات اللبنانية من جهة و ما يدعى بحزب الله و حركة أمل من جهة أخرى ، فجميع الأطراف المتورطة في هذه الحادثة الدموية المؤلمة جندت ماكنتها الإعلامية الرهيبة لتسويق نفسها مدافعة عن طائفتها ، مارونية كانت أم شيعية في وجه طرف آخر يسعى جاهدا للقضاء عليها و استهدافها .

مقالات ذات صلة

الحقيقة التي لا ينبغي لها أن تغييب عن أذهاننا في معرض التحليل لهكذا حدث هي أن. التيارات الطائفية بمجملها تعمل على زرع التناقض و التطاحن و الصراع ، و إقامة محاور متعاكسة و متقاطعة ، و هي لا يهمها شيء سوى مصالح قياداتها و هذا ما ظهر لاحقا عند تصويت مجلس النواب اللبناني بعد اسبوع واحد فقط من اشتباك الطيونة على تقديم موعد الانتخابات النيابية اللبنانية إلى السابع و العشرين من آذار / مارس القادم .

الانتخابات النيابية القادمة في لبنان في ظل نظام المحاصصة الطائفية المأزوم من اساسه لا يمكن عزلها أو فصلها عما حدث في الطيونة ، فكلا طرفي الاشتباك معني بخلط الاوراق عبر حدث مفتعل مصطنع وصولا إلى تعبئة قاعدته الانتخابية من خلفه إن جاز التعبير وصولا إلى تحقيق أهدافه ، و من هذا المنطلق يمكننا اعتبار ما حدث في الطيونة جزء من حملة دعائية انتخابية مبكرة .

اجراء الانتخابات النيابية اللبنانية في شهر آذار / مارس الذي شهد قبل أكثر من ستة عشر عاما مولد تحالفي الثامن و الرابع عشر من آذار / مارس في العام ٢٠٠٥ للميلاد في أعقاب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري يحمل في طياته دلالة ضمنية أخرى على أن الطبقة السياسية الحاكمة في بلاد الارز لن تفوت الفرصة لافتعال مزيد من الازمات حتى ذلك الحين في سبيل تحقيق مصالحها الانتخابية الفئوية الضيقة ، و هذا ما يسهل علينا فهم واستيعاب سلسلة الأزمات المتلاحقة التي يعيشها لبنان قبل اشتباك الطيونة و بعده ، من قبيل أزمة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت ( آب / أغسطس ٢٠٢٠ ) أو الأزمة الحاصلة الان على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ، ناهيك عن أن هذه القوى الطائفية على اختلاف مشاربها و أشكالها تبحث عن ممولين لها و هذا ما يبدو متاحا في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار النفط عالميا مما يوفر سيولة مالية لدى القوى الإقليمية الباحثة عن تعزيز نفوذها خارج حدودها و يجعل إمكانية شراء الأصوات أمرا ممكنا جدا في الانتخابات المرتقبة ، و بالتالي إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان ما لم يتم تغيير قانون الانتخابات و اعتماد التمثيل النسبي الكامل المطلق و تحويل لبنان الى دائرة انتخابية واحدة و السماح للمغتربين اللبنانيين في الخارج المشاركة في هذه الانتخابات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى