."غااااااااد"

[review]
 

 

النص الاصلي

10-10-2011

مقالات ذات صلة

الاحد

زمان عندما كانت توكل الينا مهمّة صعبة، مثل عملية إقصاء أو نفي قطّة مزعجة كثيرة المواء «ثقيلة الدم»..كنا نضعها في كيس خيش ونمضي بها الى حارات بعيدة أو تجمعات سكانية مكتظة، نفتح لها باب الكيس ونتركها تنطلق بسرعة علّها تجد سبيلها بالعيش هناك..

كان منظراً مألوفاً ان ترى جموع الفتيان وقت الغروب يحملون أكياس الخيش و يمضون بمختلف الاتجاهات، ابناء الحارة الشرقية يأخذون قططهم الى الحارة الغربية، وابناء الحارة الغربية يقصون قططهم الى الحارة الشرقية وهكذا، حقيقة الأمر أن مسألة «تودير القطط او تدوير القطط لا فرق» هي مسألة غير مجدية على الاطلاق، لأنها مجرّد تبديل وجوه وتغيير مقاسات «مواء» لا اكثر ولا أقل..

***

حمل الكيس باليد و»فعفطة» القطة داخله والمواء الغاضب كان كفيلاً ان يجعلك موضع شبهة أمام السكان والمارين…فأذا مررت بختيار يجلس باب بيته..سيظل يراقبك حتى يرى اين تحط رحال كيسك!!..واذا شعر ان عملية «الافلات» ستكون في محيط حيّه..فأنك ستشاهده يرفع ذراعه ويلوح لك بالمغادرة «اقلعها..غاد..غاد»..فتضطر لأن تذهب الى مكان آخر متوارٍ عن الأنظار وما ان «تقرمز» وتريد ان تفتح الكيس..حتى تُطلّ عليك حجة من شباك غرفتها وهي تضع البرداية كغطاء للرأس» مش عيب عليك يا خالة!! ولّ محنا جيران..ارميها غاااد»..ثم تحمل كيسك بيدك وتحاول أن تجد مكاناً جديداً…تمشي مسافة طويلة تلتفت حولك..وقبل أن ترخي يدك عن باب الكيس يقف بالقرب منك «بكب «يبتاع العتق..ينظر اليك السائق ينزل السماعة من يده ويتنازل عن «خطابه الحماسي» حول حفايات البلاستيك للبيع.. ويأمرك..»تحطهاش» هون…ابعدها..غااااااد»..وتنصاع لأمر بائع العتق دون ان تعرف لماذا، هو بالتأكيد ليس من سكّان الحي…لكنه يمارس اعتراضه شأنه شان الآخرين!!..تمضي الى حارة أخرى..الشبابيك مغلقة ولا أحد يراقب أو يقف..»تقرمز» من جديد…وقبل لحظة الصفر تسمع صوتاً انثوياً لا تدري من أين يأتيك « هي ولك هي..والله والله، واللي اسمه الله ان اجيتك غير أمصع رقبتك.اقلعها غااااد» تلتفت حولك دون ان تعرف من اين يأتي مصدر الصوت تتطلع الى السماء الى اليمين الى اليسار..وفجأة تخرج «حفاية لون سماوي نمرة 39» وساق نحيلة من «خم جاجات» انها كرمة العلي..وقبل ان تكمل أيمانها وتسحب «اقسامها»..تهرب بكيسك..وتبتعد..باحثاً عن الـــ»غاااااااااد» التي يتحدثون عنها، فكلما قلت لقد وصلت: «غاااااااااد» تكتشف انك ما زلت هون…

في نهاية النهار تضطر لأن تعود بقطتك وكيسك الى المحيط الخلفي لبيتك، تفلتها بارتياح لتدخل من احد ثقوب السياج..واذا سألوك «وين وديّتها»؟ أجبهم بكل ثقة غااااااد..حتى لو كان المواء هون…

*** في الأيام الأخيرة، المسكينة الحكومة تعاني نفس الشيء.. كلما أرادت ان تفتح كيس القرارات او الخطوات، يخرج لها الف جهة تعترض وتقول لها «اقلعيه غااااااد»..»شيليه غاااااد»…»خليه غااااااد»..» وديّه غاااااد»…تحوس وتلوص..وفي نهاية النهار تعود بكل ما جعبتها وتعيده الى ادراج القرار.

*مصيرها غااااااااااد

ahmedalzoubi@hotmail.com

احمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى