كلٌّ مِن موقعه

كلٌّ مِن موقعه

#مصعب_البدور

في ظل هذه اللحظات الصعبة من هذه الحقبة، من حرب على الأطفال، وأحداث الإبادة التي يشارك فيها الشيطان وناديه، لا ينبغي لنا أن نستسلم للآلام، ولا يليق بأمتنا أن تخوض معركة بنفسية منهزمة، مازال صوت أبي عبيدة في اليرموك، الزموا مكانكم، ولا تكثروا إلا من ذكر الله، وما زال صوت عمرو بن العاص يدوي: فإنكم إن صدقتموهم الشّدة تطايروا أمامكم تطاير أبناء الحجل.

وهذا ما أريده، لزوم الذكر من جهة، وصدق الشدة والقوة من الجهة الأخرى، والقوة مقتضاها النفس القوية، نفس لا تنهزم ولا تتخاذل، نفس تعرف أن الحدود الحاجزة لا تمنع معلما من بناء جيل يحمل كل قيم الدولة المرجوة منه، وأن الأنظمة لا تستطيع أن تقف في طريق اقتصادي يعمل على علامة تجارية تتحول إلى العالمية.

مقالات ذات صلة

 ألم تكفنا الفاجعة بدم الأبرياء؟ حتى نُفجَع بأن مجتمعاتنا مجتمعات مستهلكة (صفوتها وعامتها) لا نملك علامات تجارية عالمية، إنما دورنا وغاية نهايتنا أنّ نسوّق لعلاماتهم التجارية ونتفاخر باقتنائها، نستهلكها ونروج لها بهذا الاستهلاك.  

إن العدوان العالمي على غرة، كشف مجالا غريبا في مسار التقنيات الحاسوبية والعمل الإعلامي، فانقسام الناس حول استعمال المنصات ففريق يستعمل منصات (ميتا) فيس و(انيستا) ليخوض معركة الإعلام، ويريدون من عدونا الذي يملكها أن يفتحها أمامنا، وفريق يتعمد منصات أخرى؛ فقد كشف استهلاك شارعنا العربي لمنتجاتهم في مستوى عميق، وفي هذا الصدد أشير إلى أن معركتنا الإعلامية معركة أخرى معركة تلحّ وتبحث عن إنشاء منصات عربية توازي منصاتهم، تطبيقات عربية تصل كل شبر في عالم التطبيقات العابرة للقارات، أما الحال القائم من توجيه الناس نحو منصّة  معينة بدلا من أخرى فضرب من العبث والدوران في فراغ، فلا تنس عزيزي أن المنصة التي تدعمها الآن، كان تتصدر دعم المثليّة، وهي جريمة بحق الأجيال.

ختاما أدعو كل إنسان يحمل قضايا أمته إلى العمل من مكانه في كل الظروف، فلنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم “إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا”  فالقيامة لم تقم، فلا بد مِن العمل على نصر الأمة، والسعي إلى التحرير و ودعم الرباط، فإن نصرة الأمة لا بد أن تبدأ بوعي الفرد وإنجازه الحقيقي، وما يجعل أهلنا في غزة مختلفين هو  الوعي، أخيرا أرجو كلّ أب وأم وكلّ معلم ومعلمة وكل مسؤول ألّا تمسخوا الأجيال، ولا تحطموهم ولا تقيدوهم بالتخويف، علموهم أن الموت والحياة والرزق بيد الله، علموهم أن قول الحق واجب، وأن الاعتراض على خطأ المسؤول نصح، علموهم أن يكونوا لله في كل شيء، لنسمع صوت ابن الوليد رضي الله عنه مبشرا بالنصر من جديد: اقترب الوعد الحق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى