كيف نحب وطننا ..؟ / ” نبيل عماري “

كيف نحب وطننا ..؟
القصة منقولة
اليوم اثناء سلوك شارع مكه ومع أزمة السير الخانقة نظرت من الشباك على الجزيرة الوسطية بالشارع وإذ بها متكة او مكتة لجموع المدخنين الأردنيون وسلة نفايات للغير من بواقي كاسات القهوة تألمت لهذا المنظر الغير حضاري والذي ألمني أكثر أن الذي يقذف تلك القاذورات يضع أغاني وطنية يتغزل بالوطن وهنا السؤال هل ترضى أن تتغزل بحبيبتك ولنفرض أن تكون عمان وهي تمتلك تلك القاذورات التي تقذفها بها . وهنا تذكرت قصة قرأتها قبل عام عليكم بقرأتها جيداً لما فيها من معاني قيمة عسى أن تحبوا بلدكم كما أحبتها تلك العجوز والقصة تقول .

ان سيدة طاعنة في السن كانت كل يوم تذهب على متن القطار الى آخر محطة ثم تعود لبيتها ……
وهذه السيدة تحب الجلوس أمام نافذة القطار ……فكلما جلست فتحت نافذة القطار و أخرجت كيسا من حقيبتها و بدأت ترمي في أشياء من ذلك الكيس الى الخارج……………
#يتكرر المشهد كل يوم …….
_في أحد الايام سألها أحد المتطفلين قائلا: ( ماذا تصنعين أيتها السيدة )
فردت عليه ( أنا أقذف البذور)…..
فقال لها : ( بذور ماذا ؟؟؟)
_قالت السيدة بذور الورد …..
لأني انظر من النافذة و أرى ان الطريق موحش…….
لذا أريد ان اسافر و امتع نظري بألوان الزهور …..
فضحك الرجل من كلامها و رد عليها ساخرا : لا اظن ذلك فكيف للزهور ان تنمو على حافة الطريق ……
فقالت السيدة : صحيح أعلم ان الكثير منها سيضيع هدرا و لكن بعضها سيقع على التراب ، و سيأتي اليوم الذي ستزهر فيه ……
قال الرجل : لكنها تحتاج للماء …..
فقالت السيدة : انا أعمل ما علي و هنالك أيام المطر …….
*نزل الرجل من القطار و هو يفكر ان العجوز اصابها الخرف ……..
_مرت الايام ……………..
وقام ذلك الرجل بالركوب على متن القطار …..
بينما هو جالس و القطار يسير ……إذ به يلمح زهورا قد نمت و ربت على حافة الطريق ……
تغير المنظر ………تعددت الألوان …….
فقام من مكانه ليرى السيدة العجوز هل هي هنا فلم يجدها ……
فسأل بائع التذاكر عنها فقال له البائع تلك العجوز توفيت منذ شهور ……
_تحسر الرجل على موت السيدة العجوز ……
وقال في نفسه ….: ( الزهور نمت …لكن ما نفعها فالسيدة العجوز قد ماتت و لم ترها …..)..

في نفس اللحظة و في المقعد الذي أمامه ….سمع الرجل كلام فتاة صغيرة و هي تخاطب أباها و ينتابها سيل عارم من السعادة قائلة : ( أنظر يا أبي الى هذا المنظر الجميل ….انظر الى هذه الزهور ….انها جميلة جدا …..)
_بعدما أصغى الرجل لكلام الفتاة الصغيرة أدرك معنى العمل الذي قامت به السيدة العجوز …..
( حتى و إن لم تمتع نفسها بمنظر الزهور إلا انها منحت هدية جميلة للناس ).

نصيحة :
ألق بذورك …لا يهم اذا لم تتمتع برؤية الزهور ….
لكن سيتمتع بها غيرك …..
و تكون انت سببا في سعادة غيرك ……
و من هذا تكون ناشرا للحب و السلام …..
لا تنتظر الشكر و العرفان قدم ما إستطعت من الجميل و العرفان و لا تسمع كلام الناس …..
قم بما يمليه عليك ضميرك…!!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى