القدس رافعة خافضة وبوصلة كاشفة !

#القدس رافعة خافضة وبوصلة كاشفة !

بسام الياسين

يعج قاموسنا اللغوي بكلمات معطوبة عفا عنها الزمن، و مصطلحات ممجوجة جللها الصدأ لاستخداماتها الخاطئة من سياسين هواة وكتبة كذبة،حتى فقدت اثرها وتأثيرها.فالفعل يلغي الكلمة،والرصاصة تسلب الخطبة حضورها.

ما شهدناه في القدس، رفع رؤوسنا،وما سمعناه من العرب الشجب والكذب اشهر افلاسنا واعلن براعتنا بالهلع من التلويح بطرد سفير اواغلاق السفارة.ذروة ما فعلته الانظمة المستأسدة على شعوبها لمساندة شباب الاقصى التمترس في خنادق الصمت،واطلاق شعارات «فقدت هيبتها» حتى ان بعضهم تكلم بلغة مزودجة واحدة بلغة عربية فصحى واخرى بلغة صهيونية محضة.

مفكر غربي،متخصص في قراءة سلوكيات العرب قال : ـ انهم الوحيدون الذين اسسوا سوقاً للكلام ـ سوق عكاظ ـ فاذا قالوا شيئاً عن شيء، ازاحوا عن كواهلهم عبء فعله، فالكلام يعطيهم راحة ضمير ويعفيهم من العمل.

اسرائيل، مسلسل دموي،قامت على مبدأ ” العالم لا يشفق على المذبوحين، لكنه يحترم المحاربين، وعلى دول الجوار، ان تتحمل ما يفيض عن مشروعها الاستيطاني من مُهجّرين ومطرودين.والعربي الحقيقي، هو البدوي التائه في الصحراء،و ان القوة تصنع الحق ،بينما العربان تجار كلام وصُنّاع مبادرات

في كتابه « مكان تحت الشمس»، يعلن نتنياهو ان «العرب لا ينصاعون الا لسلام الردع، فاذا فشل فبقوة السلاح»،يضيف:ـ « ما هو مشجع تراجع الدول العربية المعادية لاسرائيل، ففي عام ٤٨ حاربتنا خمسة جيوش، وفي ٦٧ حاربتنا ثلاثة دول، وفي ٧٣ هاجمتنا اثنتان، وفي ٨٢ دخلنا الى لبنان لاجتثاث المنظمة دون ان ينتصر لها احد،لهذا يجب تسليح الجيوش العربية.

نتنياهو لم يغفل ما قاله «يهوه» ربه، بتحريم عقد اي حلف مع الغرباء ،ولم ينسَ تعاليم التلمود حيث :ـ اعترف الله بخطئه بتصريحه في تخريب الهيكل فصار يبكي ثلاثة ارباع الليل،.لذلك لا بد من اعادة بنائه مكان المسجد الاقصى .

في عام ١٧٠٦-١٧٩٠ حذر المفكر الامريكي بيجامين فرانكلين،الامريكان من الخطر الصهيوني في وثيقته المحفوظة في بنسلفانيا وقال حرفياً :ـ «اذا لم تطردوا اليهود فان اولادكم واولاد اولادكم سيلعنونكم في قبوركم»،اما الفيلسوف اليهودي سبينوزا في كتابه «رسالة في اللاهوت والسياسة» وصف :ـ الشعب اليهودي انه يميل للربا والعدوان». ويؤكد سيجموند فرويد اليهودي ابو علم النفس ان «يهوه» اله اليهود عنيف وشرير وعد العبرانيين بارض تفيض باللبن والعسل وابادة سكانها الاصليين.

المهاتا غاندي من منطلق كراهيته للعنف قال :ـ «ان اليهود بامكانهم تحقيق صهيونتهم في اي مكان غير فلسطين» وكلمة صهيون اسم كنعاني يعني الرابية «المكان المرتفع» وجرى تحريفها من لدن اليهود حتى اصبحت تعني الحكومة الدينية .كذلك لبابا «بيوس العاشر» رفض عرض هرتزل عام ١٩٠٣ حين عرض عليه، فكرة انشاء اسرائيل وقال :ـ «القدس مقدسة لعلاقتها بالمسيح، ونحن نرفض اقامة يهودي فيها لانكم لا تعترفون بمخلصنا».و «ان ارض وطننا لا تباع بالدراهم، ولا يمكن التفريط فيها» قالها السلطان عبد الحميد . وظل هاجس بن غوريون طيلة حياته : ماذا سيبقى من اسرائيل لو قام بين العرب من يوحدهم .؟!.

انقلب السادات على العروبة والاسلام، ليبدد مخاوف حكام اسرائيل بتوقيع معاهدة كامب دافيد الذي وصفها الصهاينة بانها تعادل نشأة اسرائيل . وفي معاهدة اوسلو شطبت المنظمة الميثاق الوطني الفلسطيني، واطلق عرفات كلمته اللعينة بالفرنسية «كادوك» اي الغاء الثوابت الفلسطينية لاجل موطئ قدم ورفع علم ولو على متر من الارض،ثم فرطت المسبحة بتوقيع وادي عربة المشؤومة.فكانت النتيحة،تجميد المقاومة وبروز طبقة الاثرياء والفاسدين وتيار المطبعين،و تحويل نهر الاردن المقدس الى مجرور للقاذورات .الاهم التهديد الدوري للاردن بانه الوطن البديل.

بعد كلهذا السقوط،هل انتفاضة الاقصى تقلب الطاولة على الانظمة والمنظمة والصهاينة ؟!. نعم لا شيء مستحيل امام الارادة.فالقدس،لها لعنة ربانية تطارد من خان عروبتها حتى تقتله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى